مشاهد سورية بالأسود والأبيض

أسامة الحاج حسن

المشهد الأوّل :

تدمر وصيدنايا بالقرب من سجنيهما المخيفين مرت وفود أوربية كثيرة استمتعت برمال تدمر وعبق زنوبيا وثلوج صيدنايا وأديرتها لكنهم يوما لم يستنشقوا رائحة الأشلاء المتطايرة لم يستنشقوا عبير الدماء الزكية لم يثر انتباههم مشهد سيارات “الزيل” العسكرية التي تنهب الطرقات ذهابا وإيابا..

المشهد الثاني :

كان يرتدي معطفا يشبه معاطف ممثلي أفلام الأسود والأبيض ونظّارة شمسية تحجب عينيه ورزمة من المصنفات في يديه أطلق على نفسه اسم “قيصر” كان هروبه من خدمته في الشرطة العسكرية الطائفية الأسدية مغامرة محكومة بالموت المحتم همساته لم تكن لتصل إلى مسامع لجنة الاستماع في “الكونجرس الأمريكي” قدّم للجنة خمسا وخمسين ألف وثيقة لأحد عشر ألف معتقل قضى تحت التعذيب بين قتل مباشر وتقطيع وتحريق وتجويع ثم ترقيم..

كل هذا قبل أكثر من عامين لم تحرك هذه الصور مشاعر الغرب كما دغدغت مشاعرهم الزائفة قذيفة سقطت إلى جوار الدير أو معزوفة كانت ستعزف على مسرح تدمر وضاعت في وادي القبور…

#عالم_أعور
#تدمر
#صيدنايا

المشهد الثالث :

في ساحة الساعة بحمص تجمهر الآلاف وحققوا حلمهم ونجح الاعتصام وسميت الساحة ساحة الحرية…

كان ثوار حمص ينظرون إلى إنجازهم بكل فخر كنظرتهم الحانية على سيارتي الإطفاء الرابضتين إلى جوار الساحة واللتين كان كلّ الظن أنهما ستستخدمان لتنظيف أرض الساحة بيد الثوار تيمنا بثوار التحرير في مصر…

ما هي إلا ساعة زلزلت ساحة الساعة، ساحة الحرية ودعت الحرية، وسيارتا الإطفاء استخدمتا بعد فض الاعتصام لشطف دماء الشهداء…

الظن الحسن بعصابة مجرمة ومجتمع دولي أعور هو من داس على زهور الحرية لكنه لن يؤخر الربيع وإن طال الليل واستبدت العتمة…

Exit mobile version