بعيداً عن حملة الشاهد ضد الفساد، من هدٌد الحبيب الصيد بالسجن ؟!
عبد السلام الزبيدي
“وقد وصل الأمر… إلى تهديده “بالتمرميد” بل أكثر من ذلك وحسب ما رواه لي الحبيب الصيد يوم الثلاثاء 14 جوان 2016 فإنّ أحدهم دعاه عبر صديق له إلى الإستقالة الفورية لتفادي المكروه والذي قد يصل إلى حدّ إدخاله السجن”!
الكلام للدكتور الطيب اليوسفي رئيس ديوان رئيس الحكومة السابق في كتابه حديثُ النشرِ “المخاض العسير، خفايا حكومة الحبيب الصيد”، وتحديدا الصفحة 81.
حملة الشاهد ضد الفاسدين وضد الفساد بما هو مُهدّدٌ للدولة في وجودها كما صرّح رئيس الحكومة ذاته تفترض العمل على قطع دابر الفساد السياسي بما هو أصل لباقي الفروع.
ورئيس الحكومة الحالي جعل البعض من اجبار سلفه على الإستقالة وانتزاعها منه أولوية مطلقة تستحق “تمرميد” رئيسه (الشاهد كان وزيرا في حكومة الصيد) وسلفه بعد إتمام الإجراءات الدستورية. وكما ورد في شهادة رئيس الديوان نقلا عن الصيد ذاته فإنّ “التمرميد” كانت له أشكال عديدة بدءا بـ “المكروه” دون تحديد وصولا إلى السجن.
وأعتقد أنّنا متفقون على أنّ مثل هذه الممارسات المجرّمة قانونيا تُعدّ فساداً سياسيّاً إضافة إلى أنّها تحمل في طيّاتها شبهة تمسّ من طبيعة علاقة السلف بالخَلف. السلف تمّ تهديده بأشكالٍ من المكروه من بينها السجن، والخلف من واجبه انصاف سلفه حتى يُضيف الى المشروعية الدستورية مشروعية الأداء والمشروعية الأخلاقية.
مجرّد ملاحظة،
أيّ محاولة للربط بين الحملة الحالية ومضمون التدوينة المبني على شهادة تاريخية لن يكون أكثر من “تأويل فاسد”.