“حمّام دم” كان معدّا له في تطاوين يوم الإثنين الفارط بتخطيط مافيوزي جبان كان هدفه الظاهر تشويه الحراك الإجتماعي في الجهة وهدفه الخفيّ تحسين “طرف ما” لشروط “صراع نفوذ” لا يقلقه حدوث “محرقة”… أهالي تطاوين (وحتى بعض الأمنيين والعسكريين للأمانة) فوّتوا عليهم الفرصة بإصرارهم على طهوريّة نضالهم…
فشل المخطّط الإجرامي نتج عنه حملة الإيقافات الأخيرة والمتواصلة (وهي بالمناسبة شملت أكثر بكثير من الأسماء التي يتم نشرها و تداولها)…
———- عندما تكون بوصلة النضال الإجتماعي واضحة وتكون النفوس طاهرة فإنّ كلّ “المخطّطات” ستسقط حتّى وإن نجح “المافيوزيون” في “توظيف البعض” أو في “شراء ذمم بعض آخر”… – درس للعالم: قد يكون الطهوريّون سذّجا لأنّهم “خارج السياق الوطني” لدى “المافيوزيين” ولكنّهم ليسوا لقمة للذئاب…
في بن قردان أسقط الشعب مخطّطات “لصوص الله” (الدواعش) وفي تطاوين أسقط الشعب “لصوص النفوذ والمال والبوليس” (صنّاع الدوعشة والدواعش)… أصدقاؤنا “المستغاضين”:
جوقتي القصبة وقرطاج (جوقة واحدة في الأصل لكن بصور مختلفة) إفراز تحالف البوليس واللصوص بالتالي هم واجهة لأحد لوبيات الفساد أو لمجموعة منها، و هذا يعني ضرورة أن “حربهم” على السفاد ليست “حربنا” على الفساد لأنّ فهمهم لـ”الفساد” يقتصر على “أعدائهم في السوق والنفوذ” وفهمنا لـ”الفساد” شيء آخر تماما… لأنّها “إنتقام” فاسدين من فاسدين يصح القول فيها في أحسن الأحوال “فخّار يكسّر بعضو” أو “لا يردّ فاس على هراوة”…
لو سلّمنا جدلا بأن ما يحدث “حرب على الفساد” أليس أحسن دعم لها أن نرفع السقف ونطالب بتوسيعها لتشمل كل اللوبيات والبارونات حتّى نجبر من يخوضها على أن لا يتراجع من منتصف الطريق أو على الإلتزام ببعض “بعابص الكبّار” وترك “الجيتان الكبيرة”؟؟ ———- هناك نوعان فقط يمكن أن يصدّقا أن ما يحدث حاليّا “حرب على الفساد”… إمّا فاسدون جدّا في الضفّة المقابلة منتشون بإيقاف خصومهم ويمسكون بيوسف الشاهد من تلابيبه أو طيّبون جدّا لم يستوعبوا بعد تركيبة وتوازنات مربّعات النفوذ في المشهد التونسي…