تطاوين وإعادة إحياء الثورة
خليل كمون
الأكيد أن اليوم 22 – 05 – 2017 أصبح محطة هامة في الحراك الثوري الذي تعرفه تونس منذ ثورة 17 ديسمبر – 14 جانفي 2011، لقد أعادت تطاوين الحياة لقيم الشغل والحرية والكرامة الوطنية والتي خلنا أنها قد ماتت بعد 5 سنوات من التشويه والإلهاء الإعلامي والنفاق السياسي والجدل العقيم…
لم تفلح ادعاءات هيبة الدولة ومخاوف إسقاطها وتقسيمها في تشويه هذا الحراك بل عرفت تطاوين تضامنا كبيرا في كامل أرجاء البلاد ساهمت في توحيد الشعب خلف قيم حقيقية أصبحت راسخة تهدف بناء دولة أكثر تماسك وتلاحم عوض دولة تستثني الطيف الأكبر من أبناء الشعب المفقر والمهمش…
تهاوت اتهامات الإرهاب وسياسات الترهيب والمؤامرات والتوظيف أمام السلمية والتنظيم والتأطير الشعبي لمدة تفوق الشهر، إذا قارنا ذلك باعتصام باردو الذي دفع نحو التقسيم والإحتراب، إذ لا يوجد الإرهاب إلا في أذهان من يحاول تقويض السلمية والاستفزاز والاستعمال المفرط للقوة…
فشلت المراهنة على الفوضى ولن تزيد الشباب إلا تماسكا وثورة ضد فوضى الفساد المستشري في أركان الدولة وأجهزتها ومظاهر المحسوبية والسلطة والرشوة الذي أصبحت قاعدة في إدارة الدولة.
الأكيد أن نجاح أي مسار ثوري يستوجب تضحيات وجراح وشهداء… فمن الصعب المرور من الفوضى والاستبداد والفساد والتهميش نحو الحرية والتنظيم والكرامة والعدالة والاستقرار، هذا المسار لئن لم يفرز قياداته بعد، ولم يصغ مقولاته صياغة واضحة وخطابات منهجية راسخة، لكنه حتما سيدفع إلى تغيير القيادات وإعادة صياغة الخطابات الموجودة عبر هذه القيم… ويعزل شيئا فشيئا كل من يحاول الالتفاف عنها وتغييبها أو الدفاع عن نموذج متهالك غير صالح فرضه عليه الاستعمار ووكلائه.
خليل كمون