عبد اللطيف علوي
السياسة يدخلها اﻷنجاس فينجّسونها، ويدخلها الطاهرون فيطهرونها، مثل الأمن والقضاء واﻹعلام والتعليم، وكل منشط من مناشط الحياة… السياسة تحتاج إلى الشرفاء كي لا تتحول من وسيلة ﻹدارة الشّأن العام، إلى وسيلة لتسميم الشأن العام.
والسياسة تمارس عبر اﻷحزاب بالدرجة اﻷولى، التي هي إطار للانتظام والتّأطّر بغرض المشاركة في الشّأن العام…
لذلك فإنّ القول بأنّ من تحزّب خان، هو الكوجيتو اﻷمثل للديكتاتورية، قول يراد منه ترذيل اﻷحزاب والعمل السياسيّ، بل وتجريمه في المطلق، كي يبقى الحكم أمرا إلهيّا خالصا يخص به من شاء من عباده ويحرّمه عمّن سواهم.
لذلك من أراد التحزب، فليفعل، ولكن… ليكن دائما ضميرا لذلك الحزب…
يسانده ما ظلّ ثابتا على المبادئ، وينقده ويواجهه متى حاد عنها…
واﻷحزاب ليست أشخاصا، مهما كان وزنهم… فميّزوا يرحمنا ويرحمكم الله…
الّذين يتجنّدون للدفاع عن النهضة كلّما انتقدنا صوتا من أصواتها، اعلموا أنّكم من حيث لا تشعرون تدينونها دائما بجريرة من لا يمثلها…
هكذا أرى اﻷشياء.