حكومة عنيدة لا تسمع، التوتر كان من جهة واحدة

الحبيب بوعجيلة
تعويم المسؤولية في استشهاد الشاب وردها الى التوتر في الجهتين ودعوتهما الى التعقل لقطع الطريق على المتآمرين هو كذب صُراح وشهادة زور. التوتر كان من جهة واحدة. حكومة عنيدة لا تسمع وكان بامكانها تفكيك الاحتقان منذ بداية موجته الثانية.
أن تصارح الناس: من غلطها وورطها وتعتذر لاهل الشاب.. هذا ممكن نسمعوه.. لكن تعويم السمكة ووضعها في جابية التطاوينية بمنطق: مانا قلنالكم… فهذا تزوير للوقائع.. هات نعاودو القصة كاملة من بدايتها وسنرى من يتحمل المسؤولية…
تصديع رؤوسنا بمنطق: المحرضون يتحملون المسؤولية.. كذبة أخرى.. لا احد من شباب واهالي تطاوين كان غرا أو ناقص عقل حتى ينتظر المحرضين وأنتم اصلا تقولون أن “الفايسبوكيين” مجرد ثرثارين في بيوتهم المكيفة وراء حواسيبهم..
الحديث والتحذير من راكبي الأحداث كلام افرغ من فؤاد الحكومة ولا يهم أمثالنا ممن كتبوا في نصرة المنتفضين ودعوتكم الى محاورتهم والكف عن غبائكم الهيكلي.. لو كان هناك من يحسن الركوب منا أو من المعارضة الوطنية الحقيقية لا المشتقة منكم لرحلتم منذ انكشاف الايام الاولى لتحيل 2014..
الراكبون في مكان آخر وسط شقوقكم وتوافقاتكم حيث يتم تدبر عربات الركوب في السفارات ولدى رعاة التجربة المزيفة والتوافقات المغشوشة من أصحاب المال والاعلام وصانعي “البدائل” و”المشاريع” الجديدة من داخل السيستام كلما اقتربت نهاية مهمتكم واشتد صراع شقوقكم فتدفعون بعضكم بعضا للغلط مع شعب مسكين ليس معنيا بحيلكم على بعضكم حين يغضب لاجل مصالحه البسيطة.
نحب البلاد كما لا يحب البلاد أحد ولا نرجو لها غير الامن والسلامة ولكن حماقاتكم وفراغ مشاريعكم وانتهازيتكم وركونكم الى الفاسدين المفسدين هو اكثر خطرا على امن البلاد لا غضب اهلها الصادقين.. اهل البلاد يغضبون بعقل ومظلومية وانتم تواجهون غضبهم الهادئ بحماقات عنفكم المرعوب ومزيد الارتهان الى الفاسدين وعصا القمع الذي انتهى عهده لو كنتم تعقلون.
تتحملون الاحتقان والغضب ولكننا مطمئنون الى عقلانية ناس لن يذهبوا بغضبهم الى حدود توفير الشروط لجنونكم الأحمق.
اصدقاؤنا في النهضة من القيادات لا القواعد وآخرهم الوزير عماد الحمامي.. لا تتهموا الناس بمشاركة حكومة غبية في المسؤولية… تصلبها هو من يتحمل مسؤولية الاحتقان ونتائجه.. هذا ظلم وشهادة زور.. ابحثوا عمن تصلب ودفع الى عنف لا مبرر له مع مدينة مسالمة حتى لو تظاهرت وشقت الصحراء.

Exit mobile version