ستحفظ ذاكرة اهالي تطاوين هذا الإثنين الحزين الذي فقدت فيه ابنا بارا من أبنائها في مسرح المواجهات على الرمال المتحركة بأرض غير ذات زرع حيث تفصح الصحراء عن جدبها من الكساء النباتي ومن المشاعر الإنسانية.
في هذا الفراغ الانساني لفظ الشاب أنور السكرافي أنفاسه مدهوسا بسيارة أمنية مشيعا موجة من الحزن أدمت قلوب رفاقه في رحلة البحث عن شغل يحفظ كرامتة ومثيرا لوعة أسرته التي زارها طيفه خلال إقامته الكامورية في بدلته الزرقاء وقد فاز بفرصة عمل وودع ذل البطالة.
قدحت شرارة الموت المخبوءة طي أجل لا راد له ردود فعل لدى شباب أضناه الحلم بعيش كريم لم تتوفر شروطه رغم خوض نضالات مريرة ففجر غضبه المكتوم في حرق ادارتين أمنيتن وأكثر من عشرين سيارة ثأرا من داهسة المرحوم أنور السكرافي.
هذا الفعل الذي طلب فيه الشباب متنفسا لن يقرأ سياسيا وأمنيا بهذه السيكولوجيا المبسطة بل سيكون له أسوأ الوقع على اعتصام كابد سلميته على مدى شهرين وضاعت بوصلته فجأة خلال احتدام الأفعال المستجدة صدى ورجعا بين الكامور المتدثر بلعنة البترول والمدينة ذات المشاعر الصماء. بين هذا وذاك ضاع نصيب من الق حراك عد الأضخم في تاريخ الجهة بلحظتية القويتين المسيرة التي ملأت الدنيا دويا بنتظيمها وسلميتها وشد الرحال الى كامور مشحون بالرموز.
على هذا الواقع المرير تغفو تطاوين وهي تلوك أحزانها وتمضغ تاريخا مليئا بالخذلان وسم كل تحركاتها التي ارادتها مطايا الى مكاسب لا تنسى… غير أن التاريخ يأبى أن يصادق على ذلك مهدرا بذلك جهودا تنوء بحملها الجبال التي تطبق عليها من كل صوب.