تدوينات تونسية

الكامور، أو خير الأمور الوسط

رشدي بوعزيز

كنت شدّدت في تدوينة سابقة على وجوب تطوير معتصمي الكامور لمطالبهم، وهذا راجع لثلاثة أسباب رئيسية :

1. ليس لهذه المطالب سقف واضح ودقيق يمكن النقاش حوله والوقوف عنده.

2. ليس لقيادة معتصمي الكامور الخبرة في المناورة والقدرة على السيطرة على المحتجين للوصول بالمركب لشاطئ الأمان.

3. المتربصون بالنفس الثوري لهم قدرة رهيبة على اختراق الصفوف ونفس طويل لغاية إخماد التحركات الشعبية.

ما حدث في الكامور يؤكد هذه الحقائق :

1. المطالب لم يكن لها سقف واضح فبحيث كل عرض حكومي كان سيقابله طلب أعلى، إلى ما لا نهاية على ما يبدو.

2. العرض الحكومي كان سخيا ولكن أقلية تمسكت بالرفض وفرضت رأيها على الأغلبية دون أن تكون لها مبررات واضحة أو مقترحات بديلة معقولة ؟؟

3. المحتجون وقعوا في فخ المتربصين بهم الذين عملوا على نفاذ صبرهم حتى يجرونهم لمستنقع العنف، وهي سياسة وللأسف قديمة ولكنها نجحت مرة أخرى.

اليوم فقد محتجوا الكامور زمام المبادرة التي أصبحت في يد الطرف الحكومي، مستعينا في ذلك بالجوقات الإعلامية التي عملت على تشويه تحركات المحتجين بناء على أوامر لوبيات الطاقة المرتهنة للمسؤول الكبير. زمام فقده، وللأسف الشديد، محتجوا الكامور بسبب تنطع وتعنت قلة منهم، ومرة أخرى: “قبح الله الشطط، خير الأمور الوسط “.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock