محافظ البنك المركزي يتساءل أين أموال السياحة ومن قبلها البترول ؟!
عبد السلام الزبيدي
غريب :
أصابني الذهول أمس وأنا أتابع مداخلة محافظ البنك المركزي الشاذلي العياري وردوده في مجلس نواب الشعب.
السيد المحافظ عوض أن يُجلِّي الكثير من الغموض ويقوم بدوره البيداغوجي التفسيري صدمنا بسؤال مفاده “وين مشات فلوس السياحة” ؟؟!!!
وإنعاشا للذاكرة فإنّ ذات المسؤول السامي تساءل سنة 2015 عن سبب عدم ملاحظته لآثار الانخفاض المهول لأسعار البترول على الموجودات من العملة الصعبة، علما وأنه خلال سنتين فقط انخفضت الأسعار من 130 دولارا سنة 2013 إلى ما دون الأربعين دولارا وهو ما أدى إلى انخفاض قيمة الدعم من 3 آلاف مليار سنة 2013 إلى 500 مليار لم يقع استهلاكها…
سؤال سنة 2015 لم نجد له جوابا إلى اليوم، وسؤال 2017 سيعرف ذات المصير لأسباب عديدة من بينها معضلة الشفافية في بلادنا وضعف الصحافة الاستقصائية ووو…
أمّا السبب الجوهري في تقديري فهو إنّ السيد المحافظ لم يطرح في الحقيقة سؤالا عندما ذكر “وين مشات فلوس السياحة؟”، ولم يقصد الاستفسار عن آثار انخفاض البترول في رصيد العملة الصعبة، وإنما أراد بهذا وذاك أن يبعث برسالة إلى من يهُمّهم الأمر بأنّه قادر على طرح الأسئلة الصعبة ولديه الإجابة!
وبالمناسبة أودّ التذكير بأنّ وسائل الإعلام المقرّبة من قصر قرطاج وهي في مقام المُتحدّثة غير الرسمية باسم مستشاري الرئاسة ذكرت أنّ رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي قرّر إقالة محافظ البنك المركزي لكنه ألغى الإعلان عن القرار قبيل خطابه بقليل…
هذا التذكير لا علاقة له بجوهر التدوينة ولا برسالة العياري المفترضة!!!