اعتصام الرخّ لا: لماذا يدفع بعضنا ثمن المعارك الوطنيّة

محمد المولدي الداودي

كثير منّا يتابع أخبار اعتصام الكامور عبر الفضائيّات أو المواقع الاليكترونيّة وكثير منّا يكتب متثائبا قبل النوم في غرفته وعلى جدار افتراضيّ عبارة “الرخّ لا” ثمّ يخلد للنوم مطمئنّا ثم يستفيق إن شاء الله مقبلا على عمله ودنياه… كثير منّا يعيش هذا الحراك افتراضيّا في المواقع الاجتماعيّة وفي المقاهي وفي الأحاديث التي يمتزج فيها الجدّ بالهزل ثمّ يمضي كلّ إلى حاله..

في الحدّ الفاصل بين الحقيقة والخيال يعتصم شباب من أهلنا في صحراء الكامور بعيدين عن الأهل لا أنيس في ليلهم في صحراء غامضة كواقع هذه البلاد وسياساتها… وحين يشتدّ لظى الحرّ نهرب نحن إلى بيوتنا نطلب الظلّ أمّا شباب الكامور فوحدهم يختبرون لظى الصّحراء…

يبدو الاتفاق مقبولا في أفق وطني بلا أفق.. ويبدو ممكنا في واقع المستحيل وهو إلى حدّ ما يتناسب مع تضحيات هذا الشباب وأمنياته..

شباب الكامور أنجز الممكن في جهته ولا يمكن من باب الأخلاق الثوريّة وشهامة المقاتلين أن يحمّلوا قضيّة وطنيّة في ثقل تأميم الثروات..

الذين تخفوا وراء نضالات شباب الكامور ثوّار مزيّفون… شباب الكامور خطّ الطريق ومن يرغب في السير في ثناياها فليذق بعضا من آلامهم.

شكرا شباب الكامور… شكرا تطاوين.. شكرا لأهلنا في الجنوب…

Exit mobile version