Site icon تدوينات

ناجي جلول وموسم الحج إلى”الغريبة”

صالح التيزاوي

صالح التيزاوي

صالح التيزاوي

تداولت مواقع التواصل الإجتماعي صورا لوزير التربية المقال، وهو بحالة مزرية (يتصبب عرقا)، وهو يؤدي “مناسك الحج” في الغريبة. يأتي حجه إلى “الغريبة”، بعد أن أحرقت كل سفنه في السلطة، وأصبح على هامشها، حيث لم ينفعه “صاحب الرخصة”، ولم يشفع له أنه “ولد البطحة”، ولم تنفعه “الجبة التونسية”، ولا “المناشدة” التي خلنا أنها رحلت مع المخلوع. وتبين أن الوزير المقال مجرد تراب في أودية السياسة، وليس حجرا كما ادعى، عصفت به جيوش المربين الغاضبة. كابد، عاند، ثم كان الرحيل.

في “الغريبة”، حدث ما لا يعد غريبة، حيث كان اللقاء، بصياد الساقطين من حسابات النداء والجبهة وطلاب الحكم من غير مسالكه الديمقراطية: صاحب “المفتاح” و”صاحب المشروع” ويبدو أن الوزير المقال قد عثر على ضالته، فهل وافق شن طبقه ؟ حالة الوزير المقال وهو (يعوم ويغطس في العرق)، دلت على عمق استعجاله للعودة إلى المشهد السياسي لمواصلة مشروع كان قد بدأه ولكنه لم يكتمل. فهل عثر الوزير المقال في شخص “المزروب” على قارب النجاة؟ الذي سيدفع به إلى السياسة مجددا، ولكن من بوابة أخرى، غير بوابة الديمقراطية وهي بوابة، كانت ومازالت مصدر قلق وخوف للتونسيين، لانها تفتح على الشقوق وعلى الشقاق، شعارها: السلطة مهما كان الثمن، وما لا يدرك بالإنتخاب، يدرك بالإنقلاب (جبهة الإنقاذ واعتصام الرحيل، ومن قبل ذلك، المجلس التأسيسي الموازي).

بوابة تفتح على أسماء بينها وبين الديمقراطية أمدا بعيدا، عرفت بعدائها السافر لربيع العرب، ولم تتدخر جهدا لإجهاضه، ولو بإغراقه في طوفان من الدم، من أمثال: دحلان، وخلفان وحفتر، والسيسي، وبشار… أسماء احترفت القتل وإشاعة الخوف والرعب في بلاد العرب، تنفيذا لمخططات أعداء الأمة، الذين يريدون لها البقاء غارقة في ليل من الإستبداد والقهر، مكسورة الإرادة، منزوعة الكرامة والمقاومة، تسبح بحمد حكامها، وتذعن لمستعمريها، ومخربي ديارها، وناهبي ثرواتها.

ناجي جلول وأمثاله ممن حجوا إلى “الغريبة”، حج، وعاد بذنب مغفور (ذنب المراهنة على الديمقراطية) وربما كان سعيه مشكورا عند “صاحب المشروع” وأثبت أنه معتدل، ومتسامح، لكن ذلك كله يبقى معلقا بانتظار حجة إلى غزة المحاصرة، أم أن الحج إلى غزة، تكلفته باهظة؟

Exit mobile version