ثلاث نفر في جبل بوڨرنين
دخل ثلاث نفر إلى مغارة في جبل بوڨرنين للإحتماء من مطر شديد.
وبينما هم كذلك تدحرجت صخرة أغلقت عليهم الغار.
تكلم الأول وهو من ذوي السلطان: اللهم إن تعلم أني ناصح لهذا الشعب. خادم له. لا يهنأ لي بال حتى أسعده وأرضيه. فاخرجنا من هذا الغار.
لم تتزحزح الصخرة.
تكلم الذي يعارضه قال: يارب البلاد أصبحت جحيما لا يطاق. لا أمل يلوح في الأفاق. لو وليتنا الأمر لقضينا على البطالة وحاربنا الفساد ولٱزدهر حال البلاد والعباد.
لم تتحرك الصخرة.
نطق الثالث وهو المواطن الغلبان قال: يا رب لم ألق من الأول ما يقيم حالي وينتعش به أمر عيالي أما الثاني فلا يهمه من أمري إلا ما يتخذه تجارة هو الرابح وأنا صاحب الخسارة.
فتزحزت الصخرة بالقدر الذي يخرج منه المواطن الذي هزل جسده لعلة تصيب الأبدان جراء الضحك على الأذقان.
ثم نادى منادي أيها الظالمان لن تخرجا من الغار حتى تخافا الله في هذا الغلبان أو تمكثان في الحفرة ما طال الزمان.
﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾.