في التوافق والتفريط
بحري العرفاوي
• “نحن” (من نشترك في الفكرة) منفتحون على الهوية الانسانية كلها ونؤمن بالتعايش وبمبدأ القرآن الكريم المؤسس لـ”التعارف” فلا نقصي من دائرة نظرنا وتعاملنا وتعاوننا أحدا جماعة أو شعبا أو جنسا أو دينا.
• وطنيا نحن مع توافق بين التونسيين يسارا وقوميين وإسلاميين ودساترة وليبراليين وعلمانيين ومؤمنين ولائكيين وغيرهم… توافق من أجل الوطن ومن أجل مستقبل أقل خصومة وكراهية وفقرا وحرمانا واستغلالا وأكثر صفاء وتعاونا وصدقا وتحاببا وعدالة وتنمية.
• غير أن هذا النزوع الإنساني نحو الهوية الإنسانية، والنزوع الوطني نحو التوافق لا يمكن أن يكون عنوانا لمغالطاتٍ تنتهي إلى استغفال أصحاب الحقوق من مفقرين ومهمشين ومعطلين ومعذبين ومهلوكين بفعل الحيف والفساد والسرقات والنهب… فندعوهم إلى تحمل الشقاء وحدهم بل ونمنعهم من التعبير عن مطالبهم.
لا معنى للتعبير ما لم يكن بحجم “الحُقرة” ولا معنى لتعبير “الترف” الإحتجاجي والترفيه النضالي حين يبلغ الحرمان مداه وحين تحرم جهات كاملة من نصيبها في الثروة.
• وطنيون نعم، توافقيون نعم، صلحيون نعم، متمدنون نعم، ولكن ليس مفرطين أغبياء في حقوق هي عنوان المواطنة وعنوان السيادة الوطنية إذ لا سيادة لوطن يجوع فيه أهله ويعاقبون إذا احتجوا.
• مع احترامنا لكل الأراء والمواقف والتقديرات… أيها المترفون الغانمون لا أحد أجبركم على الكذب والنفاق فلا يصدقكم الفقراء والمحرومون والمحقورون… لا يصدقون إلا طلبات صغارهم وتناهيد الصحاري وشيبِ الجبال.
• أيها… أحترم ذواتكم الكريمة… ولكنني أحتقر تحايلكم على وعي الناس وعلى فقرهم الذي يتكلم لغة مُبينة لا تحتاج ترجمةً.
قد لا أكون فقيرا ولكنني منتصر للفقراء وللحقوق والعدالة الاجتماعية، كثير من الفقراء يروجون خطابا لا يقل سموما عن “الأفيون”.