الحمقى يكررون أخطاءهم
كمال الشارني
• أولا، صناعة وهم الرعب، صناعة الخصم: أفغنة تونس، الإيحاء بأنها على وشك أن تصبح إمارة أفغانية في قندهار بقطع الرؤوس والجلد والزواج بأربع، نشر أخبار في كل مكان حول إمارة سجنان، سيدي بوزيد وغيرها، إن لم يكن هناك أغبياء لاقتراف ذلك، لنساعدهم ولنشجعهم، لنستدرج بعض المنحرفين والصعاليك ونرمي بهم في التطرف (هم الأسهل في التطويع، عاطفيون بطبعهم، مع ميل طبيعي للمأساة البشرية، طالما استغلت أجهزة المخابرات في العالم غباءهم).
• ثانيا: شيطنة الخصم الحقيقي: ربط كل من تحدث باسم الثورة بالفوضى والجنون، إضعاف الدولة أو دفعها إلى التخلي عن حماية مواطنيها، تحريض أعوان الأمن على السلبية، (“تحبوا على الثورة، هاي الثورة”)، المقارنة المستمرة بين السلام والأمن في ظل النظام القمعي الفاسد والفوضى وغياب الأمن في ظل الحرية، الدفع العمدي المتكرر عبر وسائل الإعلام إلى أن الحرية تساوي الفوضى والإجرام، الاستثمار بطريقة رمزية في أننا لا نستحق الحرية ولم نخلق لها.
• ثالثا: هذه طريق مستهلكة، جربت وانتهت إلى المأساة العامة وإلى إعادة اختراع كل شيء وسط الدماء والحرائق والدموع، الحمقى وحدهم يكررون أخطاءهم، باستثناء الذين يدرسون أبناءهم خارج الوطن، ونقلوا ثرواتهم خارج الوطن، ولم يعد لهم من علاقة بالوطن سوى السمسرة في الوطنية.