إعتصام الكامور، أنتم تدشنون معركة قادمة لا محالة
الحبيب بوعجيلة
برشة من أولاد بلادي الاعزاء يسألونني: شبيك حتى كلمة على تطاوين وشبابها أو غيرها من الدواخل الغاضبة في شمال الخضراء أو جنوبها… أجيب: أقسم بالله أني أحس بان كل كلمة سأكتبها ستكون بشكل أو بآخر ركوبا على نضالات فرسان الميدان من “كويتب” في برجه العاجي وراء حاسوبه.. أو ممارسة من “كويتب” يدعي طز حكمة أو تأستذ على قادة الميدان…
طيب اذا كان لابد من كلمة.. اسمعوني… معركة تحرير الثروات وبناء تونس لجميع أبنائها هي معركة في مشروع وطني تحرري كبير وعظيم كان يمكن أن تكتبه هذه الطبقة السياسية التي سرعان ما اخترقتها أجندات “الوصي” المستعمر من يمين أحزابها الى يسار جمعياتها ونشطائها فحولوا الثورة الى مجرد “انتقال ديمقراطي” صغير يتداولون فيه على حكم البلاد بنفس عقلية حكامها القدامى وسيظل انتفاضكم الدوري تذكيرا دائما لهم بحتمية “التأسيس القادم” حتى يجنحوا الى الصواب الوطني..
اسمعوا يا شباب الجنوب والوسط والغرب والشمال.. أنتم تدشنون معركة قادمة لا محالة.. اسمها تحرير وطن عربي من مائه الى مائه.. معركة تحرير ترابه بملحه ودمه وعقله وشجره وسمائه.. اسمعوا.. أنتم تعيدون نفس ملحمة أجدادكم التي غدر بدمها من سرق حكم دولة الاستقلال.. وتسيرون وحدكم.. وحدكم.. ان شئتم مثل “جلجامش”..
قد تنتصرون وقد تعيدون مأساة أجدادكم في مواجهة “سراق الدم”.. ان انتصرتم سيكون فجر تأسيس شامل من الكامور الى القدس ومياه طبرية ونهر الاردن وان خبتم فسيعيد أحفادكم الكرة مرة أخرى في اصرار استراتيجي لا يموت.. لكن وحدكم.. بلا “ساسة” بتوع “الانتقالات والتسويات” الواقفين في الخطوط الحمراء التي يسطرها المعمرون دوما ويتجاوزها أجدادكم وأحفادكم دوما في مغامرة بطولة لا تنتهي..
فقط… هذه كلمتي.. ما اضفت جديدا لحقيقة مركوزة في أعماق وجدانكم ستكتشفونها باستمرار… اذن ماذا قلتُ؟.. لا شيء.. طز حكمة… حمى الله عقولكم من زيف ادعاءاتنا.