المنصف المرزوقي على هامش معرفة
لا أدعي صداقة حميمية بالرئيس السابق منصف المرزوقي ولكن معرفة قوامها التقدير والاحترام.
جلسنا ساعات طويلة معا. سافرنا معا. كنت شاهدا على ميلاد حزبه الأول.
سنوات المنفى كانت هي الإطار التي تعارفنا فيه.
عاينت عن قرب تواضع الرجل وسعة ثقافته وحبه للعدل والحرية والإنسان.
أذكر ذات سفرة إلى لندن وكان قد عاد لتوه من تونس وقد بدأ الحزن والإحباط باديان على وجهه جراء ما أصابه خلال تلك الرحلة الشهيرة التي تحدى فيها بن علي في عقر داره بما سماه حينئذ بالعصيان المدني.
أرسل عليه بن علي السفهاء والسفيهات يسبونه ويذلونه ويعتدون عليه في قارعة الطريق أمام أعين الناس ولم يبادر أحد للدفاع عنه.
شكى لي خيبة أمله ونحن في القطار نظرت في عينيه المنكسرتين ثم لا أدري كيف توجهت إليه قائلا: المهم أن تعيش رجلا وتموت رجلا ما سوى ذلك تفاصيل.
أومأ برأسه موافقا وقد بدأت تنفرج أساريره.
نظرت إلى الأخ العزيز عامر لعريض الذي كان يرافقنا وهو يربت على كتف الدكتور ويشد أزره.
طافت بخاطري هذه الذكريات وأنا أتابع عبر وسائل التواصل الإجتماعي إنتخاب الدكتور منصف المرزوقي رئسا لحزبه.
أسأل الله له التوفيق لكني مازلت عند رأيي أن هذا الرجل خسره الفكر الإنساني ولم تربحه السياسة.