الوصايا الأخيرة
ليلى حاج عمر
اللقاءات الأخيرة مبهجة ومحزنة نشعر فيها أنّنا جسر عبور لأجيال تمرّ سريعا نحو الأفق البعيد كطيور.
اليوم أوصيت تلامذتي ونحن نستحضر رحيل المفكّر محمد الطّالبي بأن يحترموا المفكّرين الكبار والمبدعين الكبار.
وأن يقرؤوا، أن يقرؤوا أوّلا ويقرؤوا آخرا ويقرؤوا أبدا.. فتكريم الرّاحلين قراءتهم.
أن يحتفوا بكتبهم لبناء الفكر الرّصين فيهم والفكر النقدي وأن يقاوموا الضّحالة والتّتفيه والسطحية التي تسود بعض الإعلام الرسمي والخاص وأن لا يصغوا إلى عبثهم برموز الفكر الحقيقيين.
أن يحبّوا أنفسهم وحياتهم وأجسادهم وأرواحهم وأن يلتقطوا كلّ ما هو جميل في الحياة. هكذا حاولت طيلة سنة وسط ثقافة الزّوال واللّامعنى والرّداءة. حاولت أن أعلّمهم التقاط الجمال والمعنى والفكرة المتوهّجة من طين النصّ وطين الواقع. حاولت ما استطعت وسط تهاوي كلّ شيء..
أن يحبّوا. أن يحبوا كثيرا وأن يقولوا أحبّك بصوت مرتفع لمن حولهم. هكذا أوصانا ماركيز..
أن يحبّوا العلم والشّعر والفلسفة واللّه.. أن يحبوا اللّه كثيرا..
أنّ درس الحياة هامّ أيضا فليصغوا إلى الحياة..
كانوا يصغون بابتسامتهم الجميلة.. كم أحبهم..
سنلتقي دائما في درب الحياة.