حين تتساقط حبات العنقود…
جمال بوعجاجة
حبّة.. حبّة.. تتساقط حبّات عنقود آباء الجامعة التونسية المؤسسين… وهم الدكاترة المنجي الشملي.. عبد القادر المهيري.. توفيق بكار… محمّد الطالبي… ولا يهم أيّ اتجاه فكري كانوا يمثلون لأنّ ولاءهم كان للعلم والمعرفة مهما تكن نتائج بحوثهم ونصوصهم… ولم يرث عنهم طلبتهم غير ضرورة تجديد مناهج البحث وتوظيف رؤية نقدية ثاقبة في أجواء من الحرية الأكاديمية وفرتها الجامعة التونسية في أحلك فترات الاستبداد دون غيرها من جامعات العالم.
وكما تتهاوى حبات العنقود الأكاديمي.. تتهاوى حبات العنقود السياسي لمسؤولين اكتملت دورة مهامهم ليدعوا إلى مهام أخرى… إمّا بسبب ضغط اللّوبيات أو خطأ في الآداء أو التصريحات.. وكذلك تتساقط حبات عنقود ناشطين سياسيين بسبب تصريحاتهم الاستئصالية أو مواقفهم التابعة والخارجة عن سياق مواقفهم السابقة ليجدوا أنفسهم في موقع هامشي بعد حظوة طويلة في صفوف متابعيهم.
وهكذا يتغيّر المشهد يوميا وفق منطق التداول وإعادة الفرز.. فكل من عليها فان.. أو مفوت فيه.. أو مفرط في نفسه.. ولا يبقى إلا الذكر الحسن والذكرى الطيبة.. فهل تعتبر النخبة السياسية من حتمية التداول.. وضرورة الفرز الطبيعي.. وسنة تناوب المواقع.. بمنطق القانون والمجتمع والسياسة ؟؟