عبد اللّطيف درباله
اهتزاز الشاهد.. وقلّة حيلة السبسي.. وسياسة إلقاء ركّاب سفينة الحكومة في البحر خوفا من غرقها كلّها..!!!
الطريقة التي أقال بها يوسف الشاهد رئيس الحكومة كلّ من وزير التربية ناجي جلول ووزيرة المالية لمياء الزريبي.. وتعيين وزيرين آخرين بالنيابة.. عوض تعيين وزراء جدد.. تدلّ على أنّ الإقالة تمّت على عجل..
وتدلّ على أنّ هناك مشاكل كبيرة في تعيين الوزراء الجدد.. سواء من حيث الاختيار.. أو من حيث توافق الأحزاب.. ولذلك لم يقع تعيين وزيرين جديدين.. لأنّ “آليّة” التعيين وتوافقاته بطيئة وثقيلة جدّا..
وتدلّ خاصّة من هذا المنطلق.. على أنّ الأمر من العجلة بحيث لم يكن من الممكن حتّى إتاحة الوقت للاتّفاق على تعيين وزراء جدد قبل عزل القدم..
وأنّ المسارعة بعزل الوزيرين أصبحت ضرورة ملحّة في حدّ ذاتها.. بقطع النظر عن من يخلفهما..!!
كما يدلّ على أنّ حكومة السبسي بإدارة يوسف الشاهد دخلت مرحلة التخبّط والاضطراب…
وأنّ تتالي الإقالات العاجلة بطريقة عشوائيّة وغير مركّزة.. ابتداء من طريقة إقالة وزير الوظيفة العمومية عبيد البريكي وتعيين وزير آخر.. مرفوض.. اعتذر عن الوزارة.. ثمّ حذفها.. وكلّ ذلك خلال 48 ساعة.. وصولا إلى عزل والي تطاوين.. ثمّ وزيري التعليم والمالية أخيرا.. كلّها لا تعكس فقط اهتزاز الشاهد.. وقلّة حيلة السبسي.. وعجز أهل السلطة اليوم.. وإنّما تعكس أكثر الشعور المتزايد بأنّ الموج عال.. وأنّ سفينة الحكومة على حافة الغرق.. وأنّ إلقاء بعض ركّابها هو أسلم حلّ لإنقاذ السفينة.. وقادتها..!!!