تدوينات تونسية
كنت في الكامور ولم أعد هاربا
علاء زعتور
كنت في الكامور (التي يرفرف علم تونس فوق كل خيمة من خيام اعتصامها) ولم أعد “هاربا” مثل زميلتي التي كتبت ما كتبت في صحيفة “لوتون”
شاءت الصدف أن أصل منطقة الكامور التي تبعد عن وسط مدينة تطاوين حوالي 102 كيلومترا في نفس الوقت الذي كانت زميلتنا متواجدة على عين المكان، إذ التقينا تحت سقف خيمة تنسيقية المعتصمين.
ليس من الموضوعية القول إن عملنا كصحافيين مرّ دون أي انتباه من المعتصمين (وعددهم بالمئات في ذلك الوقت)، فقد كانت الأسئلة تتهاطل علينا يمينا وشمالا عن المؤسسة الإعلامية التي نعمل بها، لكن ذلك كان أمرا عفويا ومتوقعا وعاديا لطالما مررت به في كل تغطية لتحرك احتجاجي في مناطق بعيدة لم يتعود أهاليها بعد على التواجد الإعلامي المكثف بينهم، ولم تتسبب تلك الأسئلة في تعطيل أو توجيه عملنا. كان مطلبهم أو لأقل رجاؤهم الوحيد هو أن يتم نقل الصورة كما هي.
المعتصمون في الكامور وشباب تطاوين كانوا عموما غاضبين من محاولات “دعوشتهم” وإلصاق تهم “اللاوطنية” بهم في بعض المنابر الإعلامية… لكن تدخل العقلاء في كل مرة كان يفتح الطريق أمام الزملاء من كافة القنوات (وحتى التونسية منها)…
طيلة 48 ساعة قضيتها بين تطاوين والكامور، لم تستوقفنا “نقطة تفتيش” وهمية للمعتصمين، ولم نتعرض للتهديد من أحد… فقط ما كان يسود المدينة والطريق الرابطة بينها وبين الكامور هو مظاهر الاحتقان والغضب والاحتجاج السلمي.
كنت شاهدا على هرولة أعضاء تنسيقية الاعتصام لتهدئة المحتجين الذين كانوا متواجدين أمام معهد الدراسات التكنولوجية بعد فشل المفاوضات مع رئيس الحكومة وتساهل الوحدات الأمنية عند فتح الباب الخارجي وما رافقه من تدافع للمحتجين، كما كنت شاهدا على أحد أعضاء التنسيقية يصيح في وجه المحتجين أمام مقر الولاية “نهبلوهم بالسلمية ماناش كلوشارات”..
هذه الشهادة ليست دفاعا عن الاعتصام ولا عن المعتصمين الذين هم ليسوا بالشياطين ولا ملائكة (شخصيا لدي ملاحظات عديدة على طريقة إدارة الاعتصام والتفاوض وآفاقه) وإنما تصحيحا لشهادة أخرى مليئة بالمغالطات.
كنت في الكامور (التي يرفرف علم تونس فوق كل خيمة من خيام اعتصامها) ولم أعد “هاربا” مثل زميلتي التي كتبت ما كتبت في صحيفة “لوتون”
شاءت الصدف أن أصل منطقة الكامور التي تبعد عن وسط مدينة تطاوين حوالي 102 كيلومترا في نفس الوقت الذي كانت زميلتنا متواجدة على عين المكان، إذ التقينا تحت سقف خيمة تنسيقية المعتصمين.
ليس من الموضوعية القول إن عملنا كصحافيين مرّ دون أي انتباه من المعتصمين (وعددهم بالمئات في ذلك الوقت)، فقد كانت الأسئلة تتهاطل علينا يمينا وشمالا عن المؤسسة الإعلامية التي نعمل بها، لكن ذلك كان أمرا عفويا ومتوقعا وعاديا لطالما مررت به في كل تغطية لتحرك احتجاجي في مناطق بعيدة لم يتعود أهاليها بعد على التواجد الإعلامي المكثف بينهم، ولم تتسبب تلك الأسئلة في تعطيل أو توجيه عملنا. كان مطلبهم أو لأقل رجاؤهم الوحيد هو أن يتم نقل الصورة كما هي.
المعتصمون في الكامور وشباب تطاوين كانوا عموما غاضبين من محاولات “دعوشتهم” وإلصاق تهم “اللاوطنية” بهم في بعض المنابر الإعلامية… لكن تدخل العقلاء في كل مرة كان يفتح الطريق أمام الزملاء من كافة القنوات (وحتى التونسية منها)…
طيلة 48 ساعة قضيتها بين تطاوين والكامور، لم تستوقفنا “نقطة تفتيش” وهمية للمعتصمين، ولم نتعرض للتهديد من أحد… فقط ما كان يسود المدينة والطريق الرابطة بينها وبين الكامور هو مظاهر الاحتقان والغضب والاحتجاج السلمي.
كنت شاهدا على هرولة أعضاء تنسيقية الاعتصام لتهدئة المحتجين الذين كانوا متواجدين أمام معهد الدراسات التكنولوجية بعد فشل المفاوضات مع رئيس الحكومة وتساهل الوحدات الأمنية عند فتح الباب الخارجي وما رافقه من تدافع للمحتجين، كما كنت شاهدا على أحد أعضاء التنسيقية يصيح في وجه المحتجين أمام مقر الولاية “نهبلوهم بالسلمية ماناش كلوشارات”..
هذه الشهادة ليست دفاعا عن الاعتصام ولا عن المعتصمين الذين هم ليسوا بالشياطين ولا ملائكة (شخصيا لدي ملاحظات عديدة على طريقة إدارة الاعتصام والتفاوض وآفاقه) وإنما تصحيحا لشهادة أخرى مليئة بالمغالطات.