شيء يخلي الواحد يخرج من ملة سيدنا محمد

كمال الشارني
في المجتمعات التي لا تريد أن تحدث فيها فوضى، يكون بينك وبين الدولة عقد مدني وأخلاقي، فيه واجبات وحقوق، حين تخالف هذا العقد تذهب إلى السجن مثلا، وحين تخالفه الدولة، تجد معك عشرات المنظمات المتخصصة التي تساعدك على أن “تنحي للدولة وموظفيها جد والديهم” حتى تأخذ حقك كاملا ويعتذروا لك وفوق ذلك قبلة على جبينك باسم حق المواطنة المقدس، وعليه، يلتزم موظفو الدولة بالقانون والعقد المدني والأخلاقي، أولا خوفا، ثم من باب الوعي، وفي اليابان البذيئة مثلا، يتقدم الوزير باعتذار رسمي وينحي بسبب تأخر القطار ثلاثة دقائق عن موعده، ويعرض استقالته على الحكومة.
وفي الدول المتخلفة لا توجد حقوق أصلا، بل واجبات فقط، يخطئ آخر موظف دولة في حقك، فتقول لك الدولة بعظمتها: اضرب رأسك على الحائط، وحتى إذا ما شكوتها للقضاء وصدر حكم لفائدتك، فسوف يقال لك: “نفخه واشرب ماءه على الخواء”، لأن المواطن الذي يعارك الدولة أو آخر موظفيها مثل من يعارك القدر أو الله سبحانه، لكن الله غفور رحيم حتى لمن أخطأ، أما الدولة المتخلفة فلا تعرف لك حقا ولا صرفا ولا عدلا، وعليه يغضب الناس ويخرجون من عقولهم وحتى من ملة سيدنا محمد ويصبح بعضهم مجانين في الشارع ويصبح آخرون دواعش، ويخفي آخرون ألمهم إلى أن تأتي الفرصة للانتقام من الدولة فيستهدفون كل ما يرمز إليها وإلى النظام العام، لأنها تمثل لديهم شيئا ظالما دائما، ليس لك معه أي حق، ولا يمكن أن تأخذ منه صرفا ولا عدلا.

Exit mobile version