الطيب الجوادي
بمجرّد أن تخرّج الطيب ولد هنيّة أستاذا للتعليم الثانوي وقبض اوّل مرتّب، واقتنى قطعة أرض ليشيّد عليها منزلا، أصبح بقدرة قادر… ولد حلال!
وأضحى مطلوبا لدى كل نساء الحومة، كل واحدة تريده لإبنتها !
وراحت هنيّة “تتشرّط ” وتغالي في مدح ولدها البدري، منبّهة الجميع أن من سترضاها عروسا لابنها يجب ان تكون جميلة وغنية ولكن بالخصوص… شاطرة في الطبخ، ولها معرفة دقيقة بـ”تنحية البطاطن والإكلمة، وحلب الأبقار و،،،
وعندما كنت أسألها ساخرا: يمّة وعلاش تحبني ناخو مرا تحلب وتنسج، انا نحبها موظفة، ومن التعليم!
كانت تجيبني: الوظيفة ما ادومش وتهدّ المرا، كان اطاوعني، ما تنفعك كان مرا شاطرة وفحلة وحرّة!
رحمها الله لم تعش إلى الزمن الذي لم نعد نجد فيه المراة القادرة على “قلي كعبة عظم”.