لم أتتلمذ على الراحل توفيق بكّار

الطيب الجوادي
لم أتتلمذ على الراحل توفيق بكّار ولم ينلني شرف الجلوس إليه ولو مرّة واحدة!
وقد كنت أسمع تلاميذه يثنون عليه ثناء جميلا فلم أعر ذلك اهتماما حتى اطلعت على مقدمته الشهيرة لرواية الطيب صالح موسم الهجرة إلى الشمال، فرحت ألتهمها التهاما وأعيد قراءتها المرّة تلو المرة، وانبهرت بها إلى درجة كبيرة، ورحت أعيد قراءتها كلما سنحت لي الفرصة، وقد قرات منذ اسابيع مقدمته، وهي آخر ماكتب، لرواية جحر الضبّ للصديق نور الدين العلوي فانبهرت بها انبهارا قارب او عادل انبهاري بمقدمته الأولى.
ما كتبه الراحل توفيق بكار لا يكاد يملأ كتابا واحدا ومع ذلك فقد ضمنت له تلك النصوص القليلة أن يكون ضمن الخالدين، وكثيرون دفعوا للمطابع دواوين وروايات ودراسات بدون حساب، ولا يكاد يسمع بهم أحد!
العبرة ليست بالكمّ، ولا بالظهور اليومي في وسائل الإعلام والنطّ من مهرجان لمهرجان كالقردة!
المبدع الحقيقي يكتب نصّه ويمضي في صمت، لا تجذبه الأضواء ولا يغريه ضجيج العالم من حوله!
وهكذا كان الراحل العظيم، لا يرضى بغير القمّة، فكُتب له الخلود.
رحم الله توفيق بكار، وأثابه الله لما قدمه من خدمات جليلة للعربية والمهتمين بها.

Exit mobile version