يجوع الحرّ ولا يأكل من عرق أمّه…

عايدة بن كريّم
يعرضك شاب واقف أمام نصبة يبيع في سلعة ما (خضرة، غلّة، أواني فخّار، كاكي…) وتتخيّل كيف يعود آخر اليوم إلى أمّ أنهكها الإنتظار وأعياها الدعاء والتوسّل، يعود إليها بخبزة نظيفة وقرطاس لوبان وباكو دواء ضغط الدم ومشوار يمسح بها دموعها… هذا الشاب تضطر أنّك تشري من عنده وما تناقشوش في السعر وتدعي له باش ربّي يفتح عليه ويرزقه…
يعرضك “عضروط” ثاني ركبته في المقهى يشرب في ديراكت وقدّامه كعبة ياغورط à boire وفي يدّه هاتف ذكي ويناقش في “تعويم الدينار” و”فشل الحكومة” و”النهضة إلّي باعت الطرح”… وتتخيّل لمّا يرجع آخر النهار إلى أمّ أنهكها العمل في المنازل وهدّها السكّر وضغط الدم، يأخذ من عندها حقّ قهوة وباكو دخّان ويعبّي كرشو بالمقرونة ويرجع للقهوة يكمّل النقاش حول “تعويم الدينار”…