جماعة نسمة في مأزق حقيقي
يعلم الجميع أن الدور الرقابي لمنظمات المجتمع المدني في قضايا التهرب الضريبي كما في غيرها من القضايا التي تقتضي رقابة مشددة وشفافية قصوى هو دور بديهي ومفروغ منه والأمثلة على ذلك خاصة في الديمقراطيات الراسخة كثيرة، مع ذلك ينكر محامي نسمة على “أنا يقظ” القيام بهذا الدور وهذا عين الابتذال والاستغباء…
بعد ذلك يلجؤ إلى الاستنجاد بالموروث الديني مركزا على إدانة فعل التسريب دون التعرّض الى مضمونه (الّذي هو condamné و condamnable) فيتجنّب الخوض فيه لأنه قضيّة خاسرة من كل الزوايا… فماذا يعني ذلك ؟
يعني ذلك أن جماعة نسمة في مأزق حقيقي وأن هامش المناورة لديهم في قضية التسريب الأخير بالذات ضعيف جدّا وإذا أخذنا بعين الاعتبار إنكار القروي نسبة التسجيل له ثم قوله بأنه لا يؤكّد ولا ينفي صحة التسجيل مرورا بما قالته الصحفية بالقناة من أن الكلام (كلام غُش وبرة) وانتهاءً بمضمون مداخلة محامي القناة والّتي يُفهم منها أن التسجيل صحيح تتضح حالة اللخبطة والتناقض بين أضلع المربّع الواحد والتي تؤكّد على الأقل مستوى الارتباك وحجم الهزيمة النفسية داخل هذا المربّع.
اذا افترضنا ان القضاء نزيه فان نبيل القروي تنتظره عقوبة تنتزع منه الابّهات الاربع هي هيبة الكبر و الغرور و النفاق و الرفاه … اما اذا افترضنا العكس فتكريمه يصبح ضرورة و الاعتذار له مطلوب. … فلننتظر حتى الآخر و سوف نرى .