تدوينات تونسية

كيف تحكم وأنت في مقعد المعارضة المريح ؟

عبد القادر الونيسي

لنتخيل لحظة لو أن إسلاميا في مكان رجاء بن سلامة مديرة المكتبة الوطنية أو نائلة السليني مشرفة بيت الحكمة أو عبد المجيد الشرفي رئيس اللجنة الوطنية للٱداب والعلوم والثقافة والفنون (كل شيء) أو مايا القصوري رئيسة لجنة شراء الكتب (هي التي تقرر ما يقرأه التوانسة). أو عبد الباسط بن حسن زوج رجاء بن سلامة رئيس لجنة إصلاح التعليم أو شكري المبخوت رئيس معرض الكتاب أو إلياس الغربي زوج سوسن معالج مدير التلفزة الوطنية (أبطل الٱذان وفتح القناة على مصراعيها للإستئصاليين) أو مديرو المهرجانات المختلفة أو مستشارو رئيس الدولة أو الماسكون بالإعلام أو المنتشرون في إتحاد الشغل وأغلب المنظمات الوطنية أو المتحدثون بإسم الدين يوسف الصديق وألفة وأخواتها أو المنتشرون في مفاصل الدولة المختلفة…

كلهم من عائلة واحدة. عائلة اليسار الإستئصالي..

هدف واحد يجمعهم الحرب على هوية هذا الشعب عنوان تاريخه وحضارته.

لو كان إسلاميون في مواقع هذه الطغمة لقامت الدنيا ولم تقعد ولأعلن الإعلام والنخبة والمنظمات الوطنية والسفارات الأجنبية الحرب على الدولة.

رغم هذا كله اليسار الذي يمسك بمفاصل الدولة في موقع المعارضة المريح والإسلاميون شركاء في سلطة لا يملكون من أمرها شيئا.

هذا مبحث جديد في العلوم السياسية “كيف تحكم وأنت في المعارضة وكيف لا تحكم وأنت في السلطة”.

{وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ}.

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock