مسيرة “رجل وقناة”
علاقة نبيل القروي ببرلسكوني لا تخفى على أحد ودور المنتج العالمي طارق بن عمار جلي في ذلك، لأن “بوه الحنين” ابن علي لا يمكن أن يسمح بإنشاء قناة إعلامية خاصة إلا بضمانات موثوقة أن يؤدي القروي الدور المنوط بعهدته في تكريس “ثقافة” الخضوع وتبييض الاستبداد والفساد.
لقد لعبت قناة “العايبة” نقمة دورا طلائعيا في :
1. تكريس العامية المغاربية وتمجيدها وازدراء كل مقومات الثقافة الرسمية للدولة التونسية لغة وموروثا حضاريا وثقاقيا. وقد شجعت اللهجات المحلية على حساب اللغة الأم.
2. موقف سلبي من المسار الثوري سنة 2011 واستدعاء نموذج الثورة الإيرانية وإسقاطه على الواقع التونسي من خلال نقل الفيلم الإيراني “بارسي بوليس” إلى اللهجة العامية التونسية، في استفزاز واضح لمشاعر التونسيين.
3. المساندة المفضوحة للرسوم المسيئة لديننا الإسلامي الحنيف ولنبيه وشعائره وسننه بفضاء قصر العبدلية بالمرسى، ودائما بعناوين فيها مغالطة وريبة : حرية التعبير والإبداع.
4. الدور المريب الذي لعبه القروي في جنازة المرحوم شكري بلعيد واستئجار هيلكبتر عسكرية بدعوى تصوير الجنازة، والواقع كان لتصوير حرق سيارات مواطنين في أحواز الجلاز من أحداث قُصر جيء بهم من حي هلال والملاسين للغرض…
5. دور القروي وقناته في ضرب رمزية الثورة من خلال اختلاق قضايا وهمية وتشويه أطراف سياسية معينة…
6. إسهام فعال في تأسيس نداء تونس واعتصام الرحيل (الروز بالفاكية).
7. دور نبيل القروي الهام في الحملة الانتخابية للرئيس الباجي قائد السبسي، وقطع الطريق على الرئيس السابق المنصف المرزوقي.
8. لم يتوان القروي في تهديد التونسيين “بالدم والفوضى” إذا لم تستبعد الترويكا من الحكم.
9. شبهات فساد كشفتها “أنا يقظ” وهي أمام المحاكم لن نعلق عليها طالما هي من أنظار القضاء.
10. أخيرا ولعله ليس آخرا التسريبات الإعلامية التي هي حديث الساعة.
فهل طفقت “الثورة المضادة” تأكل أبناءها ؟ وهل سقطت آخر ورقات التوت عن القروي وقناته ؟ وهل أنهت القناة الدور الذي من أجله تأسست ام أن طائر الفينيق سينتفض من رماده ليعود من جديد طالما أنه ما زال يتحكم بجزء من أوراق اللعبة ؟؟؟