يوسف الشاب

خليل كمون
مرة أخرى تثبت السلطة السياسية في تونس أنها بعيدة ومنعزلة عن الواقع الاجتماعي بالبلاد وغير واعية بما يحدث في تونس بالضبط، هذا ما استنتجته من كلام يوسف الشاهد البارحة بعد أسبوع كامل من الاحتجاجات والاعتصام… فاتهامه لأطراف سياسية أو لوبيات الفساد، وتعويله على عقد الكرامة آو الاستثمارات… أو تأسفه لدور الأحزاب التي تركته في التسلل… كل هذا لن يقنع أبناء تطاوين والكاف والقيروان وغيرها من الجهات التي إن لم تتحرك فاغلب شبابها مساند لتلك التحركات.
لم يفهم يوسف الشاب مطامح الشباب وتطلعاته بل ما يزيد في الطين بله كشاب تونسي، هو عندما أرى كيف دفعت رياح الحظ بهذا الشاب بسرعة إلى سدة الحكم والشهرة والمنصب والبريستيج وبلاتوات الإعلام… بينما لازال ألاف الشباب من جيله يعاني ظلما اجتماعيا وبطالة مزمنة لا تقل عن 10 سنوات وربما أكثر.
وهنا بيت القصيد، لماذا يتكلم يوسف الشاب وكأنه ليس شابا تونسيا؟ بالفعل انه يتكلم بالوكالة مثله مثل الحبيب الصيد، لم يعبر يوسف الشاب عن مطامح الشباب وأبناء جيله بل عن مطامح شيخين استأثرا بالسلطة بعد 14 جانفي وتقاسما النفوذ، وهما غير قادرين على التواصل مع هكذا طموحات وتطلعات لجيل شاب جديد في مقتبل العمر…
هذه أزمة الحكم في تونس زوجت السلطة لشيخين كبيرين غير آبهين بمطامح أبنائهم لأنها نزوة أتت مع الكبر. يوسف الشاهد ليس السلطة الحقيقية هو سلطة بالوكالة فلماذا غابت السلطة آو لماذا لا تستطيع الحضور إلا بعد ترتيبات وتحضيرات وجهد جهيد، فأزمة الحكم والسلطة تفاقم الأزمة الاجتماعية والسلطة الفاشلة في التواصل تعجز عن إيجاد الحل، أهكذا ستدار الأمور في تونس من هنا إلى 2019؟ أم ستتغير رياح السياسة فتنجب لنا من ينصت ويفهم عله يعي المشكل ويستبق الحل؟ أم أن صراع السلطة يدار بعيدا عن الواقع الاجتماعي خاصة من هكذا نخب بدأت تناشد ترشيح شيخ في 2019؟ نسأل الله السلامة.

Exit mobile version