عبد اللّطيف درباله
عفن تصرّفات نبيل القروي لم تكن في الحقيقة تحتاج لسيل تسريبات التسجيلات لنعرفها وندركها.. فهي ظاهرة للعيان في برامج قناته التلفزيّة “نسمة”.. وفي توجّهاتها المعروضة على الجمهور.. وفي الحملات الإعلاميّة-السياسيّة التي تخوضها في كلّ فترة..
لكنّ ما يسترعي الانتباه هذه المرّة في تسجيله الأخير.. وهو يشرح لفريق عمله بالقناة خطّته لمهاجمة وتشويه وثلب منظّمة “أنا يقظ” وأعضائها.. أنّه كان صريحا في اعتماد أسلوب الضغط على خطيبة أحد قادة المنظّمة وعائلتها بهدف إحراجهم.. وبالتالي إحراج ذلك العضو.. هادفا من ورائه إلى أن يضطرّ منظّمة “أنا يقظ” لوقف حملاتها وتحقيقاتها عن فساد بعض تصرّفات قناته وشركاته الإعلاميّة والإعلانيّة..
وقد سمعنا نبيل القروي وهو يطلب من فريقه “الصحفي” (إن كان يمكن نعتهم بـ”الصحفيّين” فعلا).. أن يقوموا بنشر صور ذلك القيادي بالمنظّمة مع خطيبته.. وأن ينشروا صورها.. وأن يذهبوا إلى منزلها ومنزل عائلتها ليقوموا بتصويره.. وأن يقوموا بتوجيه الكاميرا إلى والدها واستجوابه.. وكلّ ذلك بغرض هرسلة الفتاة وعائلتها.. فتتضايق.. وتمارس العائلة بدورها ضغطا معنويّا على صهرها بعد أن تضعهم القناة تحت الأضواء وتربطهم بالنعوت المشينة وحملات التشوية للمنظّمة التي ستقوم “نسمة” ببثّها.. لعلّ ذلك يحرج أحد قادة “أنا يقظ” فيؤثّر بدوره على المنظّمة لوقف اهتمامها بنبيل القروي والتراجع عن تحقيقاتها الإستقصائيّة في شأنه.. حفظا لكرامة ومكانة خطيبته وعائلتها..!!
هذه الأساليب القذرة التي دعا نبيل القروي لاستعمالها تذكّرنا بأساليب البوليس السياسي لبن عليّ.. “البابا الحنين لنبيل القروي”.. كما نعته نبيل بنفسه فخورا ومبتسما أيّام نفاقه له قبل الثورة وقبل إنقلابه عليه.. وزعم أنّه كان من ضحاياه بعد الثورة..
فبوليس بن عليّ السياسي كان بدوره يستعمل تلك الأساليب الوقحة والدنيئة بجمع المعلومات الخاصّة والشخصيّة عن معارضيه.. وهرسلتهم وتهديدهم وابتزازهم بها.. والتعرّض لزوجاتهم وخطيباتهم وصديقاتهم وبناتهم وقريباتهم.. وهرسلة عائلاتهنّ أيضا..
ولا غرابة في ذلك.. فمثل نبيل القروي هو أحد مخلّفات عصر بن عليّ..
وقد ذهب بن علي.. وابتلانا بمخلّفاته وإفرازاته الرديئة.. من بعده..