إعلامهم وانتفاضات الجهات
قضوا السنوات الطوال وهم يكذبون مع بن علي ولفائدة بن علي… كذبوا بحماس… وكذبوا بلا حماس… وقبضوا او لم يقبضوا المهم انهم شبعوا كذبا ودافعوا عن زعيمهم.. ورئيس المافيا طويلا فاسقط الشعب بن علي ومن كان مع بن علي من الطرابلسبة ومن لف لفهم… فسارع الاعلاميون والمؤسسات الاعلامية بقديمها وجديدها للاحتماء بالثورة المضادة والمال القذر… وانفقوا جهودهم كلها من بداية الثورة للكذب والباطل… وعملوا على نشر ثقافة النفاق والتدجيل. وساعدوا في وقاحة تاريخية لا مثيل لها على اعادة الفاسدين الى الصدارة واعانوهم من خلال التبييض على الخروج والمواجهة بعد ان اختفى البعض من الساحات اصلا.. وحتى كعبة الباقات يخرجون لشرائها متخفين… وقيل ان برهان بسيس لبس السفساري.. ثم اشبعوا الناس تطبيلا للباجي ولكل من ينتمي للباجي… وللنداء ولكل من ينتمي للنداء.. وكانوا اعداء قاتلين للنهضة، ولما تفاهم الباجي مع النهضة اصبح راشد رشيدا وسيد الحكماء… وسمعنا من يقول انه افضل سياسي بعد ان كان سفاحا وقاتل الارواح…
ومرة اخرى ينتفض الكثير من المواطنين في الكثير من جهات الجمهورية وصرخوا باعلى صوتهم كفوا عن الكذب يا افاقين يا جماعة «شد كلابك ونشد كلابي..».. ايها الكلاب ايها الذين لا تتجاوزون كونكم الطبل والطبال والزكرة والزكار والنافخ والمزمار. وقال بعض الخطباء في الاجتماعات الغاضبة «..لقد كشفناكم… وعرفناكم…فانتم الخزي والعار …».. هذا الكلام وهذه الصفات صرخ بها المنتفظون والغاضبون… واكدوا انهم لا يستمعون الى الكذابين في كل القنوات… واذا ما استمعوا اليهم وتفرجوا عليهم فليس للاستفادة والمشاركة بالراي والنصيحة والمشورة والنقاش انما لاحتقارهم اكثر وفهم الخلفيات من وراء ترهاتهم واكتشاف من يقف وراء الاباطيل التي تفننوا في فبركتها والتي يسعون الى ترويجها… واصبح الشعب يعرف جيدا من يمولهم… ويدعم المؤسسات التي تشغلهم… اذ ان مقولة «كلابك.. ونشد كلابي» اصبحت منتشرة في البلاد ولم تكن عابرة ولو عمل اهل الاعلام تضامنا مع هؤلاء الكلاب على تغييب المقولة… في حين انها جميلة جدا للبوز الذي عودونا على الجري وراءه… فضحت كل شيء وعرت كل شيء… وفهم الجميع من يحرك الدمى؟.. ومن يرقص لمن؟… ومن يضرب من؟
الشعب في انتفاظته في عشر جهات كبرى من البلاد انتقدوا الحكومة بشدة… وفضحوا الفاسدين بقوة… لكنهم ابدا لم ينسوا الاعلاميين الكاذبين وصرخوا باعلى اصواتهم نحن نعرفكم… واشبعوهم سبا وشتما… ولو كان الاعلاميون المتصدرون المشهد الان ومن زمان رجالا بحق لاختاروا الانتحار الجماعي.. على طريقة بعض الطرق الجينية الامريكية… فلقد اخبرني صديق من الثقاة ان ما قيل في الاعلاميين الاذاعيين والتلفزيين يدمر الاعصاب ويجعل العضام تبرد… وتصاب العقول بالتحنط والجمود والموت الاكلينيكي… فقلت للصديق الثقة… «هذا الكلام… يصح لو كانت لهم اعصاب.. ودماء وامخاخ… فاعصابهم في الثلاجة من عشرين سنة واكثر… وعضامهم مكسرة من زمان… واخلاقهم دمرتها الاموال القذرة.. وامخاخهم امتصها 7 نوفمبر… وافرغتها وكالة الاتصال الخارجي… وافزعتها الثورة في البداية ثم تبلدت النفوس… وعادت حليمة الى عادتها القديمة وحليمة هذه ان كنتم لا تعرفون هي العاهرة التي لا تتوب وتعود الى اقدم مهنة في التاريخ دوما فالمدمن لا يشفى الا بالعلاج القاطع.. اي بالعمليات الجراحية الكبرى فاما الشفاء واما الموت…
وبالتالي اقول…
ها ان الشعب يضرب الاعلام الكاذب نعم الكاذب.. ويعريه… وليس المثقف او الاعلام المغاير هو الذي فعل هذا انما الشعب وحده… تماما كما قام في نهاية عام 2010 بالثورة دون قيادة.. ها انه يضرب بقوة وضربته هذه المرة قاصمة للظهر للمرة الثانية.. ويهزم الاعلاميين على الرينغ للمرة الثانية ايضا…
وان غدا لناظره قريب… والمقابلة متواصلة والضربة القاضية قادمة… وهذا اكيد.. فاستعدوا لتدخلوا مرحلة اخرى… فانا اعرفكم… لا احد قادر ان يحقن الدماء في وجوهكم… ولا بد من العمليات الجراحية..