خدمات الخطوط التونسية تسيء لسمعة البلاد
أنور الغربي
كُتب الكثير عن خدمات الخطوط الجوية التونسية وفضلت من جهتي مراسلة السلطات الرسمية من ادارة وسلطة اشراف سياسية ولكن ومع مرور الوقت لم نشهد تحسنا ملموسا في مستوى الخدمات المقدمة. وما حصل معي شخصيا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية يدفعني لطرح أكثر من سؤال رغم حرصنا على سمعة مؤسسة عمومية تحمل رمزية عالية وجب الحفاظ عليها.
وأكتفي هنا بسرد حادثتين وأملي أن يتم تدارك الأمر سريعا حتى لا تتحول الرحلات على متن الخطوط التونسية الى كابوس خاصة وأننا في كثير من الأحيان نجد أنفسنا أمام حكم المضطر
– منذ أسابيع قليلة اضطررت إلى حجز تذكرة من أجل العودة بسرعة لحضور مناسبة غير مبرمجة سلفا ورغم أن الرحلة من جينيف الى تونس لا تتجاوز الساعتين الا أنه وبوصولنا إلى مطار جينيف تم اعلامنا بان الطائرة تأخرت وهذا الأمر وان أصبح جد معتاد فانه تحول الى كابوس حقيقي بعدما علمنا بأن الطائرة القادمة من تونس ستحط في جينيف لأخذ الركاب ثم تنطلق شمالا لإيصال ركاب من تونس الى زيوريخ وبعدها العودة لتونس. وما يؤلم أكثر أن التعليقات وان كان يغلب عليها النكتة والدعابة فهي تعبر عن أمر مؤلم لكل مهتم بالشان العام في البلاد. ولعل من أكثر ما كان يتداول يومها هو أن رحلة الانطلاق الى تونس مرتبطة بالحجوزات تماما كسيارة الأجرة أو النقل الريفي التي ليس لها موعد انطلاق محدد. وأكتفي بهذا لأن مفاجآت تلك الرحلة تواصلت بأشكال مختلفة ليس المجال للتطرق اليها هنا.
وكان من بين الركاب على تلك الرحلة رئيس حكومة سابق اضافة لعدد من رجال الأعمال من اسيا حيث عاينت مقدار الحرج والانزعاج الواضح لديهم خاصة أن بعضهم أمضى ساعات طوال بالانتظار وليس خافيا بأن هذا يؤخذ في الحسبان عند أي مستثمر وقبل أن يأخذ أي قرار سيتذكر رحلة الزيارة الأولي وربما الأخيرة كما أسر لي أحدهم بمرارة.
– يوم الجمعة الماضي بدأنا السعي لتأكيد حجز لأمر عائلي عاجل وتم اخطارنا بأنه لا توجد أماكن على رحلة السبت -رغم تأكدنا لاحقا من وجود العديد من الكراسي الشاغرة- وحجزنا على رحلة الأحد ورغم التكلفة الباهظة جدا للتذاكر (للمقارنة وبما أننا نقارن بأشقائنا المغاربة فان ثمن تذكرة رحلة جينيف تونس تفوق بأربعة أضعاف رحلة جنيف مراكش أو الرباط خلال نفس التاريخ). فانه حصل ما لم يكن متوقع بالمرة، كان من المفترض أن نصل تونس الساعة السابعة مساء ولكن الطائرة انطلقت من تونس العاصمة بتأخير لمدة ثلاث ساعات كاملة وكان السخط واضحا لدى الكثيرين الذين وجدوا أنفسهم بالمطار حوالي العاشرة مساء مع تعذر وجود وسائل النقل العمومية في ذلك الوقت المتأخر وكان متواجد معنا في تلك الرحلة عدد مهم من المسؤولين السويسريين والإيطاليين ولست أدري ما الانطباع الذي نتركه لديهم ولعامة المسافرين بمثل هذه الممارسات.
ما أثار انتباهي هو أنه خلال انتظارنا بالمطار كان يتم الإعلان بعد كل نصف ساعة تقريبا عن تأخر وصول الطائرة التونسية وغياب المعلومات كما أن لوحة الإعلان عن الرحلات تشير لتأخر ولمدة 5 دقائق لطائرة متوجهة الى باريس وتاخير بـ 10 دقائق لطائرة متوجهة لبروكسال وتأخر بـ 3 ساعات لطائرة الخطوط التونسية، أمر محزن ومؤلم ولا يشرفنا ويسيء بشكل مباشر لسمعة البلاد واقتصادها ومكانتها بين الأمم.