عبد القادر الونيسي
لا شك أن الذي دبر إغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي كان يستهدف الترويكا والنهضة بدرجة أولى.
وكان للإغتيالين دورا كبيرا في تعطيل مسار الثورة وسقوط حكومة الترويكا.
لكن الضربة القاضية التي خلخلت النهضة تبقى الإنقلاب المصري الذي أيقنت الحركة بعده أن الدور قادم عليها.
هذا ليس من باب التهيؤات أو من باب الرعب المبالغ فيه بل هذه رسالة واضحة حملها “بارناردينو” مبعوث الإتحاد الأوروبي وصاحب المهمات القذرة في ليبيا بعد ذلك.
الرسالة كانت واضحة للحركة إما التوافق مع الدولة العميقة أو الإنقلاب حتى أن جزءا من القيادة حينها خير الرجوع إلى السجن على الصغار والتفريط في الثورة.
خيرت الحركة الإنسحاب التكتيكي مستلهمة هذا من مخيالها الديني ومن غزوة أحد بالذات عند نزول الرماة وانكشاف ظهر الصحابة.
أفلحت الحركة في التقليل من إستهداف النظام الدولي لها إلى حين وأيقنت أنها تتحرك في مناخ اجتمع فيه العداء داخلا وخارجا يقتضي منها ردم الرأس في التراب.
أفلتت الحركة من السجن لكنها لم تفلت من المراقبة الإدارية التي تلزمها الإمضاء يوميا في مراكز الدولة العميقة.
أي مبالغة في إتهام حركة النهضة بخيانة الثورة أو التوافق مع أعدائها يبقى إتهاما متحاملا لا يأخذ بعين الإعتبار الظروف الموضوعية التي ألزمتها أن تشرب كأس الحنظل.
هل أصابت الحركة أم أخطأت ؟ هذا ما سيجيب عنه التاريخ.
﴿إِنْ أُرِيدُ إِلا الإصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾ صدق الله العظيم