هناك أسئلة عويصة لم يقدم عنها اليسار التونسي إجابة أصلا، طيلة عقود من تواجده على الساحة التونسية الى الآن، منها:
– كيف يفسر اليسار التونسي الآممي الإشتراكي تحالفه مع النظام القُطري التونسي ذي التوجه الرأسمالي، ودام زواجهما في حكم بورقيبة وبن علي إلى الآن ؟؟ حتى أن نخبة من اليسار تقلدوا مناصب سامية فيه مثل الشرفي وبن جاب الله والعبيدي.
– كيف يفسر اليسار التونسي تبنيه لشعارين: التقدمية والحداثة وكل منهما يحيل الى مرجعية فلسفية مناقضة للأخرى، الأولى يسارية ماركسية، والثانية رأسمالية غربية ؟؟؟
– كيف يلتقي في شعار الحداثة، اليسار التونسي “التقدمي” مع النخبة السياسية البورجوازية “الرجعية” للنظام الرأسمالي او شبه الرأسمالي التونسي منذ نظام بورقيبة الى نظام بن علي الى الآن ؟؟؟
– كيف يفسر اليسار التونسي تبنيه لمنظومة حقوق الإنسان والحريات العامة، وهي تنص صراحة في كل موادها على تمجيد الفردانية. (المادة 3: لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه. المادة 15: لكل فرد حق التمتع بجنسية ما. – على سبيل المثال)… وهذه المنظومة هي في أدبيات اليسار التونسي وغيره، لحقوق الإنسان البورجوازي…
– لقد آثر اليسار التونسي، الإنتهازية والتسلق والتلون على حساب التمسك بأصول ومبادئ النظرية الماركسية، مما أهله لأن يكون مجرد مسخ ثقافي ونظري وسياسي، لم تعد تعني اليسارية او الإشتراكية أو التقدمية لديه أي معنى أو أي قيمة…
– كيف يلتقي اليوم اليسار التونسي في خلطة سحرية عجيبة مع رجال الأعمال وبقايا النظام القديم والحركات القومية التي يعتبرونها في أدبياتهم “شوفينية”…
– لم يتبرأ اليسار التونسي، فيما أعلم، من اليسار الفرنسي ومن النقابات اليسارية الفرنسية، عندما انتصروا للإستعمار الفرنسي وساندوه في تونس والجزائر وأدانوا حركات التحرر في بلاد المغرب العربي وباقي بلدان العالم، على خلاف اليسار في أمريكا الجنوبية…