رسالة إلى المجهول

شوقي الشايب

أهلاً بصديقي كيف حالك؟ ألا زلت تذكرني؟

أنا المفقر بن عبد الله، عمري ثلاثة آلاف سنة ونيف، أسكن هنالك حيث تعلم أم أنك نسيت؟

أردت أن أقول لك ان حبات الرمال ورؤوس الجبال قد هجرتني وحتى الواح الغيوم. صدقني لقد قالوا بأنني من استقبل آدم على الأرض، وزعم آخرون أنني من وارى قابيل الثرى.

قالوا بأنني من دفع سفينة نوح وأنني وضعت يدي بيد الطوفان وآخرون رموني بالصغر وبانني طفل!؟

ألا عجب من هؤلاء. وأين الطفولة فيمن نحتت الريح اخاديد على وجنتيه وصفعت العواصف خديه!

ألا تعجب مثلي يا صديقي؟

ولكنني اجبتهم بان يسألوا عني الطير الذي يزور سماء بيتي والهواء الذي يعرف اضلاعي قبل سور كوخي ليعلموا أن الفقر قد زادني مئة قرن فوق قروني.

اعجب منهم يا صديقي فإنهم يأكلون ويمشون بل ويبتسمون! أتذكر آخر مرة ابتسمنا فيها حينما دخل المسلمون الحبشة أم أنها كانت حينما عاد آدم للجنة؟ انتظر أن تذكرني انت فقد نسيت.

أيها المجهول أراك صرت بعيداً عني أتراك سئمت خصاصتي؟ أم أنك مللت خلقتي؟ هل ستتركني للواقع الذي يؤرقني أم تراه القدر أراد أن يمتحنني؟

وهل يمتحن من شابه بطنه ظهره، ونسيت امعاؤه طعم رغيف الخبز؟!!! لا يهم.

ختاماً أريد أن أخبرك مزحة علها تلين قلبك لتعود اليا. سمعت منذ ألف يوم أن أحدهم وصفني بكلمة “انسان”.

الصورة لطفل من واد الزيتون ببنزرت

Exit mobile version