رحلتي إلى بغداد أرض المعارك (3)
عماد دغيج
يوم 6 افريل 2003 وبداية السقوط…
توقفنا عند احتمائنا بملعب رياضي بعد قصف الاكادمية العسكرية، بل القصف على بغداد بدا يشتد مع مرور الايام، فما تفاصيل مهمة مانيش باش نحكي عليها، خاصة حكاية معركة المطار الاولى والثانية، وهي المعركة الحاسمة في احتلال بغداد، سياتي الحديث بالتدقيق على ايام 3 افريل الى 6 افريل بالتدقيق في فرصة اخرى.
نرجع لمثل هذا اليوم، عندي نهارين موجود في حي الشعب وهو حي قريب من منطقة الاعظمية، حي شعبي ثم اتجي منطقة شاسعة بعده بكلا فارغة يعني خالية مالسكان ومباني، كنت انا و6 سوريين مشينا زعمة للتصدي لعملية انزل امريكية محتملة في تلك المنطقة، اي اي احنا سبعة ومعانا شيخ القبيلة الشيخ “جليل” وحدنا باش نتصدوا لعملية انزال، وفي الحقيقة اغلب جبهات المقاومة والدفاع كانت في الايام الاخيرة متكونة من عدد قليل من المجاهدين وطبعا العدو يعتقد اللي احنا مئات…
ايا نهار 6 افريل لعشية يجينا قائد ميداني ومعاه شكون، كنا كل واحد شادد خندق ويقانص في الامريكان، تي هي محشي في خندق ونتشوحر وكابس روحي ومستلبس واش يا ذبانة مفما في الدنيا كان انا ويا ويلها الكتيبة الامريكية اللي باش نطيح بيها ههههه.
ايا عيطلنا هالجنرال باش نتجمعو، مشيتلهم ونلقى ولاد الشيخ جليل حاظرين “اعمارهم في الثلاثينات ودورهم يجيبو الماكلة ويرجعوا للمقر المركزي لحزب البعث”…
قالنا هالجنرال اللي القائد صدام حسين يقرؤكم السلام واصدر تعليمات بحضر الجولان ابتداء من اليوم من الساعة السابعة ّ والا السادسة نسيت ّ الى الخامسة صباحا واي جسم متحرك مباشر تطلقون عليه النار!!!
بالعفوية متاعي قتلوا: خويا وكي يطلع هاليتحرك عراقي ؟؟ قالي يا زلمي اي جسم متحرك نشالله ابوك، قتلوا صاحبي راني جاي 6000 كلم وتارك وراي اهلي وشغلي ودنيتي من اجل ندافع على هذه الارض وهذا الشعب ومستحيل هالبندقية تتوجه لعربي مسلم !! سحبني الشيخ جليل وقال للجنرال اطمأن، عُلم وسننفذ، ركب سيادتو في الكرهبة اسيسو وخزرت للحاج قتلو يا بابا نفذ وحدك ومهاش حكاية راهي نطلقوا النار على عراقي، قالي لا تاخذ في خاطرك اصلهم لن يخرج احد بعد السادسة…
ايا ليلتها ليلة مغلّقة ما زرقت فيها نجمة، قصف كثيف في كل الجهات وعرفنا اللي الانزال باش يكون بعد سويعات، وفي الحقيقة عملية الانزال تمت على بعد 10 كيلو تقريبا، ثم بدأت الأليات تتقدم في اتجاه حي الشعب الي احنا فيه واللي هو احد الممرات المؤدية للمطار وكيما اليوم هو يوم معركة المطار الثانية…
اتفاهمت مع الشباب السوريين الستة على ان لا نبقى ننتظر وان نحاول التقدم من الاتجاه المنتظر يجو منو الامريكان ونبدو نطلقوا في النار والقذائف عالهامش باش يتكبسوا ويقلك هاذي كتيبة واعرة وبقلوبهم -زايد اتكنبيس تونسي-.
علاش خممنا هكا، لاننا حسب محكولنا اللي قبلنا ان الامريكان كي يلقوا مقاومة ينسحبو وبعد اتجي الطيارات تعمل عملية تمشيط وتهيأ الطريق للدبابات والمدرعات باش تتقدم (… نتجاوز).
حوالي الساعة الثالثة فجرا، كان الطقس دافئ وركح الضرب وحلات الركشة، محلاها تبدى مطيش على ظهرك وسلاحك فوق صدرك وانت تخزر لسماء بغداد ويسرح مخّك في اشنوة المصير المحتمل للمعركة
المؤشرات بصراحة خايبة، طريق سيارة بحذانا ما تعدات منو كان شاحنات تقل جنود مروحين مالجبهة وحالتهم مِتعبة اصل، المعنويات متاع الشيخ جليل اللي هو باتصال بالقيادة معنوياتو منهارة عالاخر وزعمة مناش محلبينو، في قلبي قتلو ولد عمي انت يمكن خايف على حزبك باش يندثر اما ناي باعثها بلفتة نستنى في صاروخ يبعثني غادي حتى كلمة اي ما يعطينيش فرصة باش نقولها…
ايا بدا الفجر يلاح بعد ليلة زرقة هي اصعب ليلة ماللي وصلت لبغداد، وقتها بحذانا جامع هو في طور البناء يمشي كل مرة واحد فينا يرتاح فيه ما اكثرش من ساعة ونصف. خليت في بلاصتي واحد مالاولاد اللي خذا غمضة ومشيت نرتح في فخار ربي..
يتبع…