كمال الشارني
أمريكا تقصف ملوك الطوائف ولا تجرؤ على قصف دول تحترم شعوبها
وسوريا تتعرض للقصف الأمريكي، هل من حقنا أن نذكّر النظام السوري أنه ساهم بالرجال والعتاد والإعلام يوم 17 جانفي 1991 في الغزو الأمريكي للعراق الذي انتهى بتدمير بغداد باليورانيوم المنضب وإغراق البلاد في كل هذه الدماء التي نراها اليوم ؟ هل من حقنا أن نسأله عما فعله منذ ذلك العام للاستثمار في الإنسان والمواطنة والكرامة، أو عن الثمن الذي دفعه لكي تحتكر هذه العائلة الحكم منذ 47 عاما ؟
بعضنا عنده حالة خلط هذياني عصابي بين الدفاع عن الوطن والدفاع عن النظام ومن فيه، حيث تحولت كل حكومات العالم العربي إلى شركات عائلية تتعفن في الحكم في الثروات وفي الرأي وفي الكرامة وفي أفكار الناس، وحين أمطرت السماء حرية في 2011، الكثير من العبيد اتهموا المخابرات الأمريكية بالتآمر علينا، أو على عائلاتنا الحاكمة منذ ممالك الطوائف في الأندلس، سموا رغبة الناس في الحكم الرشيد والتداول السلمي على السلطة “الربيع العبري”، على أساس أن أفضل ما يكون لنا، هو أن نستمر قرنا آخر أو أكثر تحت ظل حكومات “ملوك الطوائف”، لماذا لا نعيد قراءة التاريخ قبل أن نقول كلاما كريها ضد ثورات الشعوب ؟
أعطوني نظاما عربيا واحدا استثمر في المواطنة والكرامة والتساوي في الحقوق بين المواطنين، أعطوني وطنا يدخل فيه الناس إلى مركز الشرطة دون خوف على تلف أعضائهم التناسلية حيث يختزل البوليسية مفهوم الرجولة، أعطوني وطنا عربيا لا يعيش تحت سلطة قوانين الطوارئ وكل الخزعبلات الحربية والجنرالات المزيفين الذين لا مبرر لنياشينهم القصديرية غير حروبهم الدموية ضد شعوبهم التي تم اختراعها لكي يبقى في الحكم من فاز به، وأنا أقول لكم، كيف نوقف أمريكا عند حدها، هي أصلا لا تجرؤ على قصف دول تحترم شعوبها.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.