عبد اللّطيف درباله
سليم الرياحي تشدّق لعدّة سنوات بأنّه كان وسيطا للصلح وللتحالف بين الباجي قايد السبسي وراشد الغنّوشي وقال أنّ في ذلك مصلحة كبرى لتونس.. وأنّه سعى لذلك لدوافع وطنيّة..
وسليم الرياحي كان يسعد بلقاء الغنّوشي ويحرص على مقابلته عدّة مرات.. وكان يمجّد النهضة ويفخر بذلك..
وسليم الرياحي ساند الباجي قايد السبسي في ترشّحه للرئاسة.. ووقف معه كليّا في الدور الثاني.. وموّل حملته ونظّم له الاجتماعات الانتخابية الشعبيّة.. وقال أنّه قادر على إنقاذ تونس..
وطوال سنة ونصف كان سليم الرياحي شريكا للنهضة والنداء في الحكم.. واعتبر أنّ الإئتلاف الحكومي الذي كان عضوا فيه هو وطني ويخدم الوطن..
فجأة وعلى حين غرّة.. اكتشف سليم الرياحي بأنّ النهضة ونداء تونس.. والسبسي والغنّوشي.. هم ضدّ مصلحة الوطن.. وأنّهم لا يملكون الحلول لمشاكله.. وأنّهم جزء من المشكل وليس من الحلّ.. وقال أنه انضمّ لجبهة الإنقاذ الجديدة.. لإنقاذ البلاد منهم جميعا..!!
إذا صدّقنا سليم الرياحي اليوم في ما يقوله.. فمعنى ذلك أنّه كان يكذب بالأمس..!!
وإذا صدّقنا سليم الرياحي في ما كان يقوله بالأمس.. فمعنى ذلك أنّه يكذب اليوم..!!
والأغلب على الظنّ أنّ سليم الرياحي يكذب أمس.. واليوم.. وغدا..!!!