كلمات نقدية عابرة
الحبيب حمام
بدأت حركة النهضة مؤتمراتها المحلية لانتخاب مشرفيها المحليين. في أوجّ فوضى الأحزاب السياسية وتساقطها، تبرز النهضة كماكينة عظيمة متماسكة متجانسة غير مخترقة. يقود الماكينة قادة لهم مهارات متميزة في المناورة السياسية وفي شق صفوف الأعداء. هذا جانبها الإيجابي، أما الجانب السلبي، فهي أن كل هذه الماكينة العظيمة الماهرة في المناورات لا نرى لها فعلا في الواقع المعاش، أو لربما هو موجود وغير مكشوف.
فمثلا، آلة الإعلام تعمل ضد هذه الماكينة وضد الأحزاب والشخصيات الشريفة، مثل المرزوقي، ولكن هذه الماكينة لا تحدث توازنا إعلاميا. فقواعد النهضة لم ينشؤوا آلة إعلامية مضادة. مكاتب النهضة المحلية لا تنشط إعلاميا، أو تنشط نشاطا ضعيفا، وفي معظم الأحيان تخبط خبط عشواء، وتنزل إلى مستويات غير مقبولة، وتشارك في نشر الإشاعة، وأحيانا في السب الرخيص. هناك أفراد لهم أقلام فاعلة، ومصداقية إعلامية تفوق مكاتب النهضة مجتمعة. الفشل الإعلامي لماكينة النهضة الضخمة لا يخطئه أحد. يعمل الإعلام على تشويه مواقف النهضة ونشر الإشاعات في شأنها والتركيز على هفوات وقعت قبل سنين (لو كنت شابا لذهبت إلى سوريا، يذكروني بشباب، …)، وفي المقابل لم يصل ذكاء ماكينة النهضة إلى استعمال اليوتوب والفايسبوك لإبطال هذه الهجمات. لماذا لا يقع كشف المستور بطريقة تجعل أعداء الثورة في موقع المدافع بدل موقع المهاجم؟ مثال: هناك حقائق مهمة مرتبطة بأحداث باب سويقة تسترت عليها الماكينة 27 سنة، ونالت بسبب عدم كشفها الضربات الموجعة، إلى أن كشفتها الجزيرة.
في الخلاصة، على النهضة الانتقال من التنظيم من أجل التنظيم إلى التنظيم المثمر خارجه.