كنت في الرقة: هارب من الدولة الإسلامية
وائل زميت
هذا عنوان كتاب خرج قبل ايام، من اصدار دار نقوش عربية… للكاتب والصحفي هادي يحمد يروي قصة داعشي تونسي من نابل (اسمه محمد الفاهم) البارح قريت الكتاب وعجبني برشا… مانيش مش نلخص… فقط مش ننشر بعض التعليقات والمواقف الي شدتني على التوانسة غادي على “”تونسة” “الارهاب””… الكتاب هو الاول من نوعه شهادة اكثر من مميزة وادعو الجميع لاقتنائه. قصة مدعشن تونسي هرب عبر ليبيا وتركيا دخل للعراق وسوريا وشارك في معارك وهرب من داعش…
بين التوانسة والمقاهي قصة عشق تاريخية لم تنقطع بوصولهم إلى تنظيم الدولة.
مسجد الفردوس اصبح يعرف بجامع التوانسة، وكاراج سيارات اجرة المتجهة الى البوكمال ودير الزور سماوه “محطة باب عليوة” ومقر تسليح اطلقوا عليه “حي التضامن” هههههه
ما يميز التوانسة في الدولة انهم الاقل انضباطا لقوانينها واكراهاتها، كانوا دولة داخل الدولة مما اثار حفيظة العديد من القيادات، لكنهم كانوا الاكثر اقبالا على المعارك وفي الصفوف الاولى حينما يعلن النفير ويجهز للغزوات… هذه الطبيعة الجانحة للتوانسة، دعت إلى سياسة تفريقهم حتى لا يظلوا مجتمعين في مراكز ادارية او سكانية او تعبدية.
الرقاوية واهل الشام يهابون التوانسة ويعتبروننا الاكثر عنفا ودموية.
تسود البهجة جماعات المقاتلين الاكراد او القوات العراقية او الحشد الشعبي كلما قبضوا على تونسي من الدولة حيا.
كان التونسيون في مقدمة من دمروا صلبان كنيسة البشارة بالرقة، وحطموا شواهد المقبرة المسيحية بالموصل.
التوانسة هم الاكثر عنفا ودموية بين المهاجرين الاجانب. في مجزرة مطار الطبقة العسكري (قتل 250 عسكري) التوانسة اكثر المشاركين.
كانت الدولة حريصة على عدم وصول التوانسة للمراكز القيادية الاولى في الدولة رغم كثرة اعدادهم وقوة شوكتهم.
البنعلية يفسرون غلو التوانسة بانتشار مذهب الحازمي الذي زار تونس بعد الثورة (فكر سلفي جهادي).. وتعليق آخر التوانسة كانوا يشعرون ويحاولون ان يبرهنوا انهم وان جاؤوا من بلاد بورڨيبة والحداثة وحرية المراة فانهم ليسوا اقل اسلاما او اقل غيرة على الدين… فكانوا في مقدمة الذباحين…
يقال ان حوالي 500 تونسي تم اعدامهم من قبل الدولة!!! ربما الرقم يكون فيه مبالغة لكنه يؤكد انهم صاروا في مرحلة معينة مشكلة امنية. يعلق قياديو الدولة عن التوانسة: “اخواننا رحمهم الله لكن كان عندهم غلو”.
عن ابو بكر الحكيم من ابرز المتورطين في اغتيال بلعيد والبراهمي (تبنى العملية): غرور شديد واعتداد بنفسه جعله محل انتقاد التونسيين في الرقة
عن كمال زروق: لم يُعط قيمته الحقيقية وعاش ظروفا صعبة وانتهى الامر بمقتله في ظروف غامضة نتيجة استهداف الطيران وسط شكوك تقول انه وقع دس شريحة هاتف له من قبل امنيي الدولة في الرقة حددت مكانه من قبل طيران التحالف.
انتشار امنيي الدولة في كل مكان وانتشار المخبرين وحالة من الارتياب والحذر بين التوانسة… جهاز امني شرس جدا وافضع من الامن التونسي.
“لم نتردد في بعض مجالسنا كتوانسة في السخرية بانتقاد بعض امراء الدولة. وكان البعض منا يتهكم من منع النقد داخل الدولة الاسلامية بالقول: “يمكنك في تونس ان تشبع الباجي قايد السبسي نقدا فيما يقطع راسك إذا انتقدت الخليفة ابا بكر البغدادي او ابي لقمان والي الرقة!”.
عمليات الذبح لم تكن مجرد مشاهد رعب للعالم وانما رسائل قوية لكل جنود وانصار الدولة.
الشعار الذي يرفع امام اي انتقاد هو “السمع والطاعة” الذي يمثل جزء من قسم البيعة.
“قطع الدومينو” فصل مهم جدا… تكفير متبادل بين تيارين داخل الدولة: البنعلية (نسبة إلى شرعي الدولة تركي البنعلي) والحازمية (احمد بن عمر الحازمي) تعتبرهم الدولة من الخوارج حلال الدم.. وطرح قضية عدم العذر بالجهل وتكفير العوام… وهنا يطرح موضوع صديق بطل الكتاب، ابو دجانة التونسي (محمد الزين) من نابل. عندما وصل البطل قالو له ان ابو دجانة في السجن. تبين ان ابي دجانة من القادة الاوائل منذ تاسيس الدولة في 2013 واصبح من اشرس الامنيين، يعذب وينكل ويعلق المساجين بالمسامير إلى ان حاكمته الدولة وقتلته تعزيرا. من التونسيين ايضا الذين قتلوا بتهمة الغلو والخوارج، ابو جعفر الحطاب الذي كفر جميع الفصائل الاسلامية في سوريا، وابو مصعب التونسي الذي كفر اسامة بن لادن وتنظيم القاعدةا
كانت التصفيات تجري ليلا في مطر كشيش وحفرة الهوتة في ريف الرقة. “هذه دولة تصفي كل من يخالفها المنهج حتى لو كان من ابنائها”.
القادة والشرعيون مهتمون كثيرا بالحفاظ على “الحاضنة الشعبية” وعدم معاداة الاهالي… (بطل الكتاب سيجلد 20 جلدة لانه ضرب سوري…)
بداية مرحلة الشك وطرح الاسئلة عن معركة كوباني ومقتل 4000 داعشي، عن تل ابيض، عن حرب الاستنزاف في مصفاة بيجي من ديسمبر 2014 الى اكتوبر 2015.
الاستغراب من ظلم وجور بعض الامراء واستهجان التملق وحبكة المؤامرات ليطرح السؤال، هل هذه فعلا دولة الاسلام؟ وفي موضع آخر يقول احد رفاقه: هذه ليست خلافة على منهاج النبوة.
في وسط الكتاب، يرجع الكاتب لطفولة “محمد الفاهم”.. كان من حفظة القرآن، حافظ 45 حزب وكمل حفظ الباقي في الرقة.
تم استدعاؤه مرة وهو في سن 17 سنة، من قبل صديق له، في تكويرة فما ملتحين. عداهالهم الامن التونسي تدريب عسكري لعمليات ارهابية. هههه احساس بالظلم والاصرار على الخروج للعيش في المانيا (بطل الكتاب قضى 5 سنوات الاولى من عمره في المانيا)… الامن التونسي رفضوا منحه جواز سفر
طفولة ومراهقة عادية في مدينة نابل…
الحقد على الامن التونسي كان منتشر في الحوم… مشاركة في الثورة كجل الشباب…
بعد الثورة، بطل الكتاب يعتبر نفسه من تلامذة الخطيب الادريسي وفما شق آخر من الجهاديين جماعة انصار الشريعة وابو عياض… فكر متقارب لكن تنظيميا لا… مشاركة في غزوة السفارة، في حكاية نسمة، انزال ائمة من المنابر.
رفض العمل المسلح في تونس وتخاصم مع صديقه ايمن مشماش (ابو ذر) حول الامر. (ايمن هذا سيختبئ في مدينتي بني خيار / نابل ثم يقتل في حادثة وادي الليل) قبض على بطل الكتاب في القصرين والامن التونسي تفنن في تعذيبه فيعلق: “ندمت بعد هذا الضرب والاهانة بعدم انضمامي إلى مجموعة الهاشمي المدني! كان جديرا ان ابدا بهم (الامن) قبل ان يستفردوا بي.
في سجن المرناڨية تعرف على “اخوة” آخرين؛ بعد الخروج من السجن، سمع بايقاف المدني ومقتل ايمن… الحل هو الهجرة… خرج عبر بن ڨردان إلى ليبيا (هربو كناتري بمليون ونص وطيشو وسط الطريق…) ليصل عبر سبراطة إلى تركيا ومنها إلى سوريا… (تركيا في ذلك الوقت كانت تسمح بدخول مقاتلين بكل سهولة وفما خيوط ربط متكاملة لتسهيل تسفيرهم).
الكتاب مزيان ادعوكم لقراءته…
رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا
رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُون