عايدة بن كريّم
ذهبت إلى الصندوق القومي للضمان الاجتماعي لتسوية وضعية أحد الحرفاء. (باش يدفع).
الموظفة المسئولة عن استخلاص الديون تعاملت معي وكأنّني جيت نساسي على باب دارها.
أعطت لنفسها صفة المُتكلّم باسم الصندوق، وحقّ ممارسة الإبتزاز لأنّ موقعها وَسْوَس لها بتخويف المواطن وهرسلته باستعمال تلك الجمل الجوفاء من قبيل “نبعث لك عدل مُنفّذ” و”نعملّك عُقلة على ممتلكاتك” و”وظّفنا عليك الدَيْن” و”بعثنا لك رسالة مضمومنة الوصول” و”أحنا مدلّلينكم” ولم تكتف بهذا بل تجاوزت المُعجم الذي وفّره لها “القانون” لتُقدّم دروسا في الأخلاق: “خلّصوا ديونكم في الدنيا قبل ما تخلّصوهم في الآخرة”… و”ادفعوا بالسياسة خير لكم”…
هذه الموظّفة (المواطنة) تخلص من فلوس contribuables وتأكل من الضريبة إلّي يدفع فيها المواطن وتكلّم في راجلها من تاليفون الإدارة وتتغطّى إجتماعيا بالمُساهمة الي يدفع فيها “الدغف” وفوق هذا تروّث على أقدامنا.
مُجرّد أنّي اعترضت على طريقة التعامل وقلت لها: “STOP ردّ بالك تتمادى القدّام” خَرْجت من عقلها وقالت لي كلام “دعستني” به.
عشرين سنة نتعامل مع الإدارة… ولم أشعر بوجع “الدعس” كما شعرت به اليوم.
اليوم فهمت أنّ “المواطن” يا داعس يا مدعوس وفهمت أنّ قوّة الدعس دفعت البوعزيزي نحو المحرقة. وفهمت أنّ وجع الدعس أكثر إيلاما من الموت غرقا في بحر لامبادوزا. وفهمت أنّ الدعس يُنتج الدواعش…
أمثال هذه الموظّفة (المواطنة) يجب أن تدعسهم ماكينة “الثورة” وتُعاد رسكلتهم ويقع تحويلهم إلى “كاغط” لتجميع الفحم الذي أنتجته مردومة العهد البائد.