الفخْرُ بهيْئةِ الحقِيقة والكرامة وانْجازاتِها الى حدِّ السََاعة واسْتِماتتِها في انْجاح مسارِ العدالة الانْتِقاليََة قَاسِمٌ مُشْتَرَك بين كلِّ ضحايَا الاسْتِبْداد الاسْتِعْماري والبورقيبي والنوفمبري، واسْنادُ الهيْئة والتََضحية من أجْل اسْتِمْرارِها في مسَاراتِها الصََحيحة واجبُ كُلِّ من لهُ أمل في مستقْبل تونس.
لكن وجبَ التََأكيدُ على جمْلة من المسائل حتََى تكون الرؤْيةُ واضِحةً :
1. إنََ كشْفَ تارِيخ تونس الصََحيح واعادة كتابَتِه ورسْمِ معالِمِ مُسْتقْبَلها الواعِد أمانة بيْن يديْ الهيْئة وليْس بيد أحدٍ سواها. وقدْ سبَق وأن أخذت بعض الجهات أماناتٍ مشابِهة فلم تكن في مستوى الأمانة ولا في مسْتوى تطلّع الشعب التونسي ولا في مستوى الموقف التََاريخي المُشرِّف فباتت اللََعنات تلحقها في كلِّ لحْظة وحينٍ. ولا أحْسبُ أنََ أحدًا من أفراد الهيئة لِما نعْرف فيهم من نزاهة وأنفة يقْبَل أنْ يذكره التََاريخ بمثل نعوتِ خِيانة المُؤْتمَنٍِ أو تزْيِِيفِ الحقيقة أو امْتِهان قِيمة المناضِلين وطمْسِ آهاتِهم وآلامِهم التي لا تزال تعيشُ معهم والتََقْلِيل منْ شأنِ تضْحِيات الرجال والنِّساء والوِلْدانِ والدّوْسِ على دماءٍ سَالت ظلْما وعُدْوانًا وغدْرًا.
2. إنََ آلافا من الرّجال والنِّساء والشّبان يقِفون اليوْم صدًّا ضدَّ كلِّ محاولات المساس بالهيْئة أو الانْحِراف بها عنْ مسارِها أو تشويه أعْضائِها -وأحْسب أنََهم على أهْبة الدِّفاع عنها والتََضحية منْ أجْلِها- فلا مجَال أنْ ترْضخ الهيْئة لأيِّ ضغْطٍ أو ابْتِزازٍ أو تهْدِيدٍ، فمنْ خلْفِها ما يكْفي من المناضلِين لكيْ تمْضيَ شامِخةً نحْو تحْقيقِ ما رسمتْه لنفْسِها منْ آفاق غيْر مُكْترِثة باقْتِراحات تصْدر منْ هنا وهناك تفُوح منها رائحة الفتَنِ والأحْقادِ والعقد النََفْسيََة والرََغْبة في الاسْتِبْداد منْ جدِيد.
3. إنََ أيََ انْحِرافٍ عن الأهْداف المرْسومة للهيْئة والقوانين التي تضبط مجالات عملِها والانْتِظارات التي تمثِّل أملا أخيرا لضحايَا الاسْتِبْداد في اسْتِرجاع كرامتِهم والحصولِ على حقوقهم المنْهوبة طيلة فترات الاسْتِبْداد المظلمة التي تعاقبت على البِلاد سيُمثِّل تبْرِيرًا للاسْتِبْداد وانْتِصارا له وبالتالي قدْ يدْفع الى اجْراءات ومبادراتٍ منْ شأنِها أن تنسِف بالهيْئة ومكتسباتِها وتزيح عنها شرف صِياغة مسْتقْبل البِلاد واعْلاء كلمة الحقِّ والانتِصار للعدْل.
4. إنََ اجْتِماع جنْدوبة رسَالةٌ تتضمَّن كثِيرًا من الاشارات يتوجَّب الوقوف عندها والاسْتِمرار وفْق مضامِينها وأحْسب أنَّ الرِّسالة واضحة بما يكْفي ولا تتطلََب مزِيدا من الاضافات.
التََاريخ سيكْتب ما تفْعلون فاضْمَنوا لأنفسِكم أيّها الأعْضاء ولأبْنائكم شرفا لنْ تنالوه الا بالانتِصار للمستضعفين والمضطهدين والشهداء وفْق القوانين المعْلومة والمعايير الدّولية المعْروفة والخصوصيََة التونسيََة للاسْتبْداد المقيت وآثاره المُسْتمرََة.