تدوينات تونسية

إنعــــــــــــــــاش

سامي براهم
كلّ هذا اللجاج والفهلوة والسّفسطة وبهلوانيات الخطاب تؤكّد أنّ المنظومة القديمة فشلت إلى حدّ اليوم في إيجاد واجهة سياسيّة موحّدة ومنسجمة ومتّزنة ومحترمة ذات مصداقيّة وأجندة وطنيّة تعبّر عنها وتحفظ مصالحها وتضمن لها الاستمراريّة دون العودة إلى التّصادم من جديد مع الحراك المجتمعي بفعل الاحتقان الكامن والقابل للتفجّر في أيّ سياق.
ليس هناك مؤشّرات تدلّ على أنّ محاولات الإنعاش والقسطرة لنفخ روح جديدة في جسم هجين مفكّك متنافر تعبر عن الحرص على بناء جديد بما تقتضيه شروط البناء من مأسسة وتقنين وتنظيم بقدر ما هي خطّة ظرفيّة لتجاوز أزمة الانتخابات من خلال استعادة خطاب الاستقطاب الثنائيّ والتّصويت المفيد باعتباره حبل النّجاة الوحيد، ثمّ تعود حالة الاشتباك وصراع الأجنحة والسّلطة من جديد لغياب مرجعيّة سياسيّة جامعة ورؤية موحّدة، ويقع البحث بعدها عن منعشين جدد بعد استنفاذ دور آخرين واهتراء صورتهم…

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock