بالفقْهي يقولولوا زواج، وباللسان الدارج يتقالّو (عرْس)، كلمة عرس تزعج، تخوّف وتحيّر برشا مواجعْ، قالّك كيف تتغشّش على واحد قولّو برّا يعطيك عرس وإلا ّ مرمّة، واللّي ما جرّبش العرس وإلا المرمّة ما عرفش في الدنيا ما ثمّة،،، أما كلمة زواج فهي أخفّ، أسمح وفيها شويّا حنّية وفيها أيضا موسيقى داخليّة تحلّ الشاهية وترهّف الإحساس.
الزّواج سنّة كونيّة، وضرورة بشريّة هذا لا شكّ فيه، لكن ديما نلقاوْا ها الزواج محل تفكّه وتندّر عند أغلب شعوب الأرض، ربما على خاطر ها التندّر يخفّف شويا من مفهوم الزواج اللي غالبا مرتبط بالقيود على الزوج.. الزوج اللي يتصوّر أنو كيف يتزوّج باش يصير رهينة، تتقصّ جوانحو ويحطّوه في (القفص الذهبي)، أما هوّ… ذهبْ وإلا ألماس يبقى ديما قفصْ…
وأنا نحضّر في المقال رجعت لكاتب وفيلسوف وصحافي مصري، هو أنيس منصور، أنيس منصور هذا أشتهر بمشاكسة المرأة، أيضا عُرف عنه أنّه أضرب ع الزّواج سنين لكن في الآخر مسِيكنْ مات متزوّجا،،، الله يرحمو..
أنيس منصور في ما قال مثلا على الحبّ، قال الحبّ كيف مرض الحصبة، لازم باش يصيبنا، لكن كل ما كان الشيء متأخّر، كانت الإصابة أقسى وأخطر،،، وقال الرّجال يفضّلون الحب على الزواج، لأنّ القصص أمتع من كتب التاريخ… أمّا في الزّواج، قال: الزّواج زلزال لا يُخيف، لكن توابعه هي اللي تخوّف… وقال ايضا كل الزيجات النّاجحة قامت على الحبّ، وحتى الفاشلة قامت عليه كذلك…
كيما قال سي أنيس منصور: أنّ 10 في الميا من الأزواج يقبّلون زوجاتهم عندما يتركون البيت، و90 في الميا يقبّلون البيت عندما تتركه زوجاتهم…
ومن تزوّج مرّة يريد أن يتزوّج مرّة أخرى، تعرفوش علاش ؟؟؟ أنيس منصور قالّك على خاطر المجرم ديما يدور حول مكان الجريمة… وعن المرأة العاملة (اللّي تخدم) قال: هي أنثى أحيانا،،، ورجلٌ معظم الوقت…
تصويرة الزّواج اللي برشا ناس مغرومين بيها، يعلّقوها غالبا في الصّالة حسب رأي انيس منصور… هي ذكرى وتخليد لغلطة تاريخيّة.
أمّا في تراث الحكايا التونسية فنلْقاوْا ها القصّة، قالّك في عام زمّة،، الحالة المادّية تاعبة والأمور ما هيّاش، ثمّة عازب قال لْبوه، يا بابا عرّسلي، خوذْلي مرا، تْلفّتلو بوه، تنهّد وقالّوا يا وليدي كان دامْ علينا هالحالْ،، ظاهرْلي حتّى أمّك باش نطلّقوها…!
أخيرا نصيحة نقدّموها (للفيوتشر مارّيد)،،، جميع الخبراء والمجرّبين القدم والجدد، أجمعوا على أن الزّواج عبارة عن برميل مسكّر، من فوق طبقة متاع عسل، والباقي حاجة كحلة وتتلصّق، ولضمان حسن الاستعمال ينصح الخبراء كلّ المعرّسين الجدد باش يثبّتوا قبل فتح ها البرميل، مع مراعاة وين موجودة عبارة (يفتح من هنا)،، والاّ ما يلوموا كان أنفسهم..
وتوّا نجيوا للجدّ، والجدّ ما يغضّب حدّ، الزّواج حاجة باهية، حاجة لازمة أقرّتها الشرايع والقوانين، لكن الزواج يلزم يبدا ع الصحّ، إبني ع الصحّ ساسك، إبني ع الصحّ باش ما نكونوش في الصيف في الصّالة وفي الشتاء في قصر العدالة، إبني ع الصحّ باش ما نقعدوش (الرّابعين عالميا والأولين عربيا) في نسبة الطلاق،،، الزواج يعطي أسرة، وقد ما يكون الزّواج على أسس قويمة قدّ ما تكون الأسرة صالحة، والأسرة بما أنّها النواة الأولى في المجتمع، في صلاحها طبعا يكون صلاح المجتمع،،، وهنا نلفتو نظر مسؤولينا الموقّرين وجماعة المجتمع المدني باش يحطّوا عيونهم ع الأسرة، يتلاهّاوْا بالأسرة ويعطيوها إهتمام،،، لأنّ حال مشاكلنا الإجتماعيّة المزرية من تردّي مستويات القراية والفساد المتفشّي في مؤسّسات التعليم حتّى لْتواجد الإنتحار والجريمة وسط الشباب والأطفال إلى أن توصل للحرْقة لبلاد الطليان والإلتحاق بالدواعش واحتراف الإرهاب،،، هذا كلّو ما يتصلّح على قاعدة صحيحة كان كيف نتلهّاوا بالأسرة ونعطيوها القدْر الأكبر من الإهتمام…
شفتوا كيفاش حديثنا بديناهْ فدلكة وكمّلناه نكدْ،،، غالبا هكّا الزواج يكون…