لم يعد حبل الكذب قصيرا.. يصلون به إلى أعلى قمة.. ولا ينقطع بهم.. ولايسقطون
لم يعد الكذب للخروج من مأزق ما في الخطاب السياسي بل اصبح احتراف تقام له دورات تكوينية في مراكز دراسة السياسات… وتعقد له مجالس ربما تتبع لمنظمات عريقة وهيئات عالمية… حتى ولو أدى هذا الكذب إلى الفوضى والتجاذبات وحتى الأحقاد بين كل الفئات والطبقات وحتى الأشقاء.. لا يهم فهو حل سحري لإلهاء محكم وابعاد عن الشان العام الى ان يأتي ما يلهي أكثر.. لموضوع آخر أكثر تفاهة يشغلنا عن الأهم… جلسات ووفود ولجان تعقد للكذب ويستدعى اليها رؤساء ومنظرين وربما بعض الأكادميين… يشرف عليها وفدا رسميا مكلفا بمهمة او مفوضا للأمر،…
لم يكتف القائمين على الوضع الحالي بسلسلة الأكاذيب التي سطروها منذ 2011 وهم يفتلون في حبل الردّة في كل المجالات ليوهموا أنفسهم ومواليهم بأنهم حققوا إنتصارات عظمى في السياسات العامة للتغطية على الإنتهاكات الواسعة في حق هذا الشعب والإلتفاف على ارادته. وليس ذلك بغريب فالحاكم بأمره اعترف بأنه مزور ويمتهن الكذب… بداية من أنه لن يراه احد بعد 9 أشهر وكانها كانت فترة حمل للوضع تليها تحية الفلايك ونزع الثياب وآخرها -أضحوكاته وهو يظهر على الشاشةـ بكاءه على قفة امرأة خاوية لم تأكل اللحم من ثلاثة اشهر وأظنه آخر عهد لها به…
مسلسل الكذب إستمر في بلاتوهات الإعلام الداعم للفساد والمحسوبية والخراب حيث بستظيفون كل مساء مهرجين يسوقون الكذب والترهيب بصفة خبراء ومحللين وباحثين… تحت جبة من اتت به العناية الإلاهية المنقذ للبلاد من ذاك التنين الأسود الجنوبي الذي يلتهم الأحياء ان تكلموا عن حق او عدالة او حتى لو طالبوا بايفاء بوعد ولا ينسوا قي اول الجوار وآخره أن يشيدوا بالدور الإصلاحي لحكومة الإنقاذ والتوافق..؟؟
حبل كذب طال طويلاً، قيد الأرجل والأيادي وترك اللسان يرقص بلا طبل، شنق حلما سكن الشباب المضطهد والمحروم من العدالة والتنمية والعيش بكرامة يطمح لها كل انسان… قضوا على مسيرة شبابية تحمل أهداف وشعارات الثورة التي جاءت بالدم.
هذه هي حقيقة هذه السلطة العائدة التي تنتمي لمنهج القهر في الفتك بالأحلام، يعلم هذا الشعب أنه قد كذب عليه كثيرا من قبل من حكموه منذ عقود وإلى الآن يتواصل الكذب عليه، اما الذي اصبح مؤكدا أن الأوضاع تردت وتفاقمت للأسوئ،.. بطالة، فقر، تهميش، سرقة لثروات البلاد، فساد واختلاس ونهب للمال العام، والشعب يعاني يوميا من غلاء الأسعار، والوضع الصحي المتردي وضعف القدرة الشرائية، وتراكم الديون. اضافة الى انحدار كل القيم والسقوط المدوي للمنظومة التربوية بأكملها. فمتى يتقطع هذا الحبل ويتحرر هذا الشعب الذي أراد الحرية والحياة والعدالة فجابت اصقاع الأرض لابد ان يستجيب القدر…