عذراً… إبتلاؤنا وابتلاؤكم متشابه…
برلمانيون، حصلوا الحصانة والجاه والمال من نظام ديمقراطي أفرزته ثورة شعبية فداها شهداء أبرار، ودفع من أجلها مناضلون ومناضلات شجعان سنوات من اعمارهم بين السجن والتهجير، ذهبوا إلى حيث حاكم مغتصب للسلطة، ومنتهك لإرادة شعب: قتل، وهجر، ودمر، وهتك حرمة وطن، ليرفعوا عنه العزلة وليسفهوا أحلام شعبه الثائر من اجل الحرية والكرامة مقتديا في مطالبه بالثورة التي أوصلت هؤلاء النواب للبرلمان في بلدهم.
عذراً أيها الثائرون ضد الظلم، أيتها الثكالى، أيها المهجرون، أيها المصابون في ذويكم، أيها الذين لم تختاروا الفوز بأنفسكم ومكاسبكم على العيش بحرية وكرامة،
لقد ابتليتم كما ابتلينا :
أبتليتم بحاكم يرى في الوطن مجرد سجن للثائرين على ظلمه، وابتلينا بنخبة ترى في السجون الطريقة الأمثل للتعامل مع المخالفين في الرأي.
أبتليتم بمستبد لا يريكم إلا مايرى، وابتلينا بنخبة تدعي زورا امتلاكها لمفاتيح الدخول لجنة ما بعد الحداثة.
أبتليتم بمن يختصر الوطن في شخصه وحزبه، وابتلينا بنخب تقصر الحرية والكرامة في من يشبهها.
ابتلاؤكم، وابتلاؤنا متشابه في صور اخرى عدة، فاعذرونا فهؤلاء لا يمثلون الا أيديولوجياتهم الحاقدة على اصوات الحرية، واحزابهم الفاقدة لكل رصيد في وجدان الشعب.
يبقى عزاؤكم مثل عزاءنا في تصميم إرادة شعبنا وشعبكم وفي عزم ثوارنا وثواركم على أن لا نعيش الا أحرارا في وطن حر لا يهان فيه الإنسان لأي سبب من الأسباب.