الحبيب بوعجيلة
في اختتام مهزلة السخافة العربية بصفاقس اقر وزير الشؤون الثقافية بتعثر التظاهرة كتعبير لطيف عن اقراره بفشلها.. لكن الغريب انه برر “الفشل” بعاملين اساسيين..
– اولهما غياب البنية التحتية بالمدينة وهذا ليس اختراعا للعجلة فالجميع يعلم ان كل مدننا الكبرى بما فيها العاصمة لا تملك من تجهيزات ثقافية غير ما ورثناه من مسارح عن القرطاجنيين والرومان وقصبات الحفصيين والاغالبة واحواش ومنازل العائلة الحسينية التي تحولت الى فضاء للتظاهرات الى جانب مسرحين بلديين في تونس وصفاقس يخضعان الان الى عمليات ترميم طالت ولن تنتهي.
– اما العامل الثاني الذي اهان به الوزير اهل صفاقس فهو ما اسماه بانعدام الكفاءات البشرية ولا شك ان الوزراء الاربعة الذين تداولوا على التظاهرة لم يبحثوا عن الكفاءات الا بين لوبيات وعرابنية ونخب المنظومة القديمة البائدة التي اتحفتنا على امتداد ست سنوات من الثورة بنوعية طبقتها السياسية والاعلامية والثقافية المسيطرة على مفاتيح “المخزن” منذ عقدين او يزيد.. بطبيعة الحال لن يجد الوزير كفاءات بشرية وهو لا يفعل غير ان يرسكل البقايا ويدور نخب قديمة استنفذت اغراضها بشيوخها و”فروخها” المتسلقة اما ان يتهم صفاقس بانعدام الكفاءات البشرية فيها فهذه اهانة لن تحرك شيئا من “شهامة” الاكلين من كل القصاع دون ان يثيرهم الهمز واللمز في كرامتهم المنعدمة اصلا فقد امتلات كروشهم من مآدب الذل…
وزير الثقافة يهين صفاقس

الحبيب بوعجيلة