كمال الشارني
“عندي تلفزة، je suis puissant”، يقرأ هذا كما قال فرعون في عزه: ما أريكم إلا ما أرى، (أين الفصل بين الإدارة والتحرير، أين الموضوعية المهنية؟)، أنا أستطيع أن أخالف كل القوانين المنظمة لمهنة الصحافة وأخلاقها، أعبث بها وأعبث بأحلامكم في الديمقراطية والحكم الرشيد، لأني قويّ فوق المساءلة، تستطيعون أن تضربوا رؤوسكم على الحائط”.
يفترض، حتى من باب رفع الملام، أن تعلن الهايكا عن عجزها التام عن القيام بدورها المنصوص عليه في الدستور، وأن تعلن نقابة الصحفيين فورا عن الشجب والاستنكار الشديد لهذا الانتهاك لمهنة الصحافة، السياسيون لا تتوقعون منهم شيئا سوى البحث عن الظهور حتى في قناة الشيطان نفسه، حسنا، بقيت النيابة العمومية، ونحن نبعث لها السلام والتحية لا غير.
للتذكير فقط: أي كونتابلي مستجد بإمكانه أن يقول لك إن مداخيل قناة نسمة لا تتفق مع إنفاقها على نفسها، وفي هذه الحال وحدها، ليس الله وحده من يعلم من أين تعيش، بل الكثير من خلقه الساكتين.