الموقف المعقول من وضعية جلول

بحري العرفاوي

ـ هناك مزاج عام وأغلبي في قطاع المربين مع إبعاد أو ابتعاد ناجي جلول عن وزارة التربية بسبب ما صدر عنه من تصريحات ومواقف مسيئة للمربين ومهددة “للسلم التربوي” نظرا لاستقوائه بجمعيات تدعي كونها ممثلة للأولياء وهي سابقة لم يسبقه إليها وزير سابق من وزراء التربية وإنما هي ظاهرة عانى منها التونسيون حين كان النظام يستقوي بميليشيات ضد معارضيه يعتمدون أساليب التشويه والتهديد.

ـ ثمة حرج لدى كثير من المربين المُسَيّسين من أن تكون إزاحة جلول بضغط نقابي مقدمة لإزاحة وزراء آخرين بنفس الأسلوب وهو ما يعتبرونه تهديدا لعملية الانتقال الديمقراطي ولاستقرار المشهد الهش أصلا.

ـ حركة النهضة ليس لها موقف في المسألة، مواقف المربين القريبين منها منقسمة:

بين مؤيد لإقالة جلول وهو موقف مبدئي ناتج عن مقاربة تربوية أو ناتج عن التزام نقابي.

وبين رافض لإقالته رغم سلبية موقفه منه منعا لترسيخ تقاليد تكون فيها النقابة سلطة فوق السلطات وهذا القسم فيه من يستميت في محاولة إفشال المجهود النقابي في إسقاط الوزير (نكشف لاحقا عن الدوافع الحقيقية لهذا الموقف).

ـ حكومة الشاهد في وضعية حرجة جدا فجلول أصبح عبئا ثقيلا عليها إذا أزاحته ربما انزلقت إلى “فخ” تنصبه أطراف تتخفى وراء نقابة التعليم، وإذا تمسكت به ربما اصطدمت بنقابة عنيدة متمرسة وهي نقابة التعليم.

■ هل يُقال جلول ؟ أم يستقيل ؟

تقديري:

– جلول أسوأ وزير تعرفه وزارة التربية -بمقياس التربية والتعليم- فهو شخصية دعية متعجرفة ومستعجل على المغانم، أساء للمربين وبالغ في الثرثرة وتوتير الأجواء وهو شخصية غير مبدئية ولا يحمل رؤية ولا مشروعا ولا يتبنى قضية إنه كائن غرائزي لا يصلح لوزارة التربية.

ـ جلول استُهلك إعلاميا وفولكلوريا ولم يعد صالحا للتصريف فعليه احترام نفسه وإعفاء الجميع من أزمة هو سببها.

ـ من واجب نقابتي التعليم الدفاع عن حقوق وكرامة المربين.

ـ من واجبهما البحث عن الطرائق النضالية الناجعة بعيدا عن إيقاف الدروس.

الطريقة الأنجع هي حجب الأعداد على الإدارة وهي وسيلة فعالة لا يمكن إبطال مفعولها حتى لو لم يستجب إليها الأغلبية فيكفي حجب أعداد مادتين رئيسيتين في كل فصل لتحقيق الهدف.

Exit mobile version