صفاقس بين سحابتين… أيهما ستمطر
تغبط الحواضرُ الأريافَ على نقاء هوائها وطبيعتها التي تذهب بالألباب فترى سكان المدن يقضون أغلب إجازاتهم هناك بين الجبال والغابات والسهول..
وتبادل الأريافُ المدنَ ذات الشعور بخصوص التنمية من بنى تحتية ومصانع ومواطن شغل وأماكن الترفيه وكل تلك المطالب الحياتية التي حرموا منها…
ولكل مطامح يسعى لبلوغها…
فماذا إن كانت الحاضرة ذاتها تشتكي من تلوث هوائها وبحارها وضعف بنيتها التحتية على حد السواء..
هنا اعلم عزيزي القارئ أني أتحدث عن الشاة التي تحسن الدولة حلبها وتسيئ علفها إنها صفاقس بلا شك..
أولا: التلوث ومصنع الموت
مصنع السياب، الفوسفوجيبس، الموت… تتعدد التسميات والخطر واحد يبتدي بتهديد الصحة وينتهي بالموت… يوجد هذا المصنع على بعد 3 أو 4 كيلومترات عن وسط المدينة.. خلف هذا الأخير بسبب سحب الدخان عند المتساكنين المحيطين به بصفة خاصة وسائر سكان المدينة هشاشة في العظام وأمراضا خطيرة كضيق التنفس والسرطان التي تواترت بشكل ملحوظ..
يرافق السياب جبل بطول 70 مترا من المواد الكيمياوية تذره الرياح كلما هبت وتقسمه ريحه وذراته بين أنوف الخلائق بالقسطاس المستقيم.. أما عن البحر فقد أصيب هو الآخر بالسرطان واعتل جراء النفايات فما عاد ينشد نشيد الحياة بين مد وجزر لزواره الأوفياء ولا أهازيج الحب التي حفظها من العندليب الأسمر ذات زيارة.. صار اليوم شيخا طاعنا في السن علته التجاعيد ولم يعد يرتاده القوم.. يرقب منيته صامتا..
ثانيا: البنية التحية المهترئة
يكفي هاهنا أن تعلم أنها عاصمة إقتصادية وركيزة من ركائز الإنتاج الوطني بصناعتها وزيتونها ولا تنال قسطها من التنمية العادلة والمشاريع التي تهدف إلى تحسين ظروف العيش وجعلها أكثر إستجابة لمتطلبات المواطن الذي يشتكي من ضيق الطرقات وهشاشتها ومن أزمة المواصلات أملا في مشروع الميترو الخفيف، وقلة أماكن الترفيه، يترقب مدينة رياضية ومشاريع سياحية..
تعد الدولة في كل مرة بحلول لكل ما سبق.. تجتمع الوعود في سحابة.. تغيم السحابة شيئا من الوقت بالسماء لا تنزل مطرا.. تنقشع أخيرا وتشرق شمس الحياة.
لنستمتع ببريقها ولننسى ما سبق فكلها أحلام من وحي خيال الكاتب.