سليم الحكيمي
حين يُسعفك التاريخ بان تلتقي “حارث سيلايديتش” سنة 2017، بعد حرب البوسنة والهرسك التي جرت بين 1992 و 1995، تتذكر ابادة كان ضحيتها اكثر من 200 الف مسلم من اطفال ونساء وشيوخ ابرياء. وصمة عار كشفت الوجه الحقيقي لاوربا وامريكا والغرب الذي اغمض عينيه متعمدا تجاه هذه المجازر الهمجية البربرية التي ارتكبها الصرب ضد مسلمي البوسنة خشية ان تنتصب دولة مسلمة في قلب اوربا، بل لم يتدخل الا حين رجحت الكفة لصالح المسلمين. جرائم قتل الرجال وسحل الشيوخ والاطفال وتجويعهم في مراكز الاعتقال واغتصاب النساء وهدم المساجد وحرق المصاحف وكل هذا يقع في احضان اوربا المتشدقة بحقوق الانسان. سجل التاريخ تفرّج القوات الهولندية التابعة للامم المتحدة دون تدخّل لحماية السّكان في “سربرينتشا”، حتى وقعت اكبر مجرزة في القرن العشرين.
كان مسلمو البوسنة هم ضحايا الهولوكوست الجديد. ومنذ اكثر من 200 عاما انكشف وعينا على مدار رعب التطهير العرقي للمسلمين في أوروبا. الآن نراه واقعا في الشام وفي مصر ويعتبره الخارجون عن المدار الانساني تحريرا من عنف الجماعات الارهابية، وينسون ان اكبر عنف مورس في التاريخ هو ارهاب الدولة. تلتقف نخب غربية وعربية التسمية نفسها، وتطلقها على الحرب في سوريا وتصف ما يجري بالحرب الاهلية وتساوي بين الضحية والجلاد في بلاد الشام ومصر واليمن والعراق… و”إذا قتلت شخص واحد، فإنك تحاكم. إذا قتلت عشرة أشخاص أصبحت من المشاهير، وإذا قتلت ربع مليون إنسان، فستتلقّي دعوة لحضور مؤتمر السلام”،كما قال الرئيس البوسني.
“لا نولد ونحن نكره بعضنا البعض، فالكراهية تعلّمناها بعد ولادتنا، واذا كان بالامكان تعلم الكراهية فالافضل ان نتعلم الحب لانه الاقرب الى قلوبنا”. نلسون مانديلا.

اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.